عدد رقم 6 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
اتخاذ القرار  

     تحدثنا سابقاً عن خضوع الزوجة
     وبواعثه، ويمكن تلخيص ما سبق
    في النقاط التالية:
1- الزوجة في خضوعها لزوجها تمثل خضوع الكنيسة للمسيح (أف 23:5،24)
2- الزوجة لما تخضع لزوجها تعبر عن خضوعها للرب نفسه (كو 18:3)
3- الزوجة الخاضعة تساعد على إلماع الشهادة المسيحية  (تي 4:2،5)
4- الزوجة الخاضعة يمكنها أن تربح زوجاً غير مؤمن  (1بط 1:3،2)
5- الزوجة الخاضعة تزين نفسها بأجمل وأغلى زينة  (1بط 3:3-5).
لكن هنا تأتي أسئلة هامة:
 هل خضوع المرأة يعني أن الرجل له الحق في أن ينفرد باتخاذ القرارات، وأن يكتفي بإصدار الأوامر منتظراً أن الزوجة تنفذ أوامره وتقبل قراراته دون أي مناقشة أو اعتراض؟؟
دعونا نتذكر القاعدة الأساسية للزواج وهي أن الزوج والزوجة جسد واحد، كيان واحد، لهما فكر واحد وحس واحد وهدف واحد واهتمامات واحدة، وبالتالي هما لا يتنافسان بل يتعاونان.
في ضوء ذلك هناك مشاركة في الأفكار وتبادل للآراء ومصارحة تامة في التعبير عن المشاعر.  في هذا الإطار يقوم الزوج بدوره كالقائد وتقوم الزوجة بدورها كالمُعِين له.  هي تقبل بسرور أن يكون هو قائد الأسرة وهو يدرك تماماً مسئوليته في اتخاذ القرارات بالمشاركة التامة معها.
 وماذا لو اختلف الرأي بين الزوجين من جهة قرار معين؟؟
من الأفضل الانتظار وإرجاء اتخاذ القرار ودراسة أبعاد الموضوع مرة أخرى، مع إفساح المجال للصلاة وطلب وجه الرب أكثر وأكثر.  وعادة فترات الانتظار تساعد على تقارب وجهات النظر، كما أن الصلاة المستمرة للزوجين معاً تساعد على وضوح مشيئة الرب لهما.  ومن المهم للغاية أن يتفق قرار الزوجين مع مشيئة الرب.  أما إذا كان القرار ينبغي اتخاذه فوراً ولا يمكن الانتظار (وهذا يحدث في حالات قليلة جداً) فإن المسئولية في هذه الحالة تقع على عاتق الزوج (وعليه أيضاً أن لا يتهرب من هذا بدفع الزوجة لاتخاذ القرار وحدها) وعندما يأخذ الزوج القرار ربما تشعر الزوجة ببعض الألم المصاحب للخضوع، لكن عليها أيضاً أن تشعر بالأمان لوجود من يأخذ القرار ويتحمل المسئولية عنها.
 لكن ماذا لو اتضح أن قرار الزوج لم يكن صحيحاً؟؟
هنا على الزوجة أن تقاوم الميل الطبيعي للوم الزوج وإسماعه العبارة المشهور: "لو سمعت كلامي ما كنش حصل …" لأن هذا لن يؤدي سوى لمزيد من التوتر.  فالرجل وهو مُحبَط لا يتحمل مَنْ يوبخه، لكنه يحتاج لمن يشجعه.  والزوجة الحكيمة تقف بجوار زوجها لا ضده، وتؤكد له أنهما رغم ما حدث سيتجاوزان معاً الموقف بسلام.  وبلا شك فإن التعلق بالرب والتمسك بمواعيده والثقة في سلطانه الكلي ستحفظ البيت في سلام.
***
ولسبب ما يحدث أحياناً من سوء فهم لطبيعة خضوع الزوجة، وماهية رئاسة الرجل لذلك نوضح هنا بعض النقاط الخاصة بهذا الأمر:
 ما لا يعنيه خضوع الزوجة:
خضوع الزوجة لا يعني أن دورها يتلخص في أنها تقوم بتنفيذ الأوامر الصادرة لها من زوجها.  كلا!! إن مناخ الزواج المسيحي يتسم بوجود محبة من الزوج باذلة ومضحية، تقابلها الزوجة بتعاون تام وحرص كلي على مصلحة الزوج.  ولا بد من أن يتخلى كل من الزوجين عن الرغبات الذاتية وأن يتسلح كل منهما بالنية لإرضاء الآخر والبحث عما يسره.
 الخضوع لا يعني أن الزوجة لا يمكنها التعبير عن آرائها.
في بعض الحالات تلجأ بعض الزوجات إلى الصمت التام بإزاء رفض الزوج أي رأي يتعارض مع رأيه.  لكن هذا لن يساعد على وحدة الاثنين.  ربما تحتاج الزوجة لحكمة لاختيار الوقت المناسب والأسلوب المناسب لتوضيح أفكارها وآرائها.
 الخضوع لا يعني أن الزوجة لا تتخذ أي قرارات أبداً.  بل بلا شك هناك مجالات في الحياة البيتية من الأفضل أن تكون القرارات فيها للزوجة إذ أن مقدرتها في ذلك أفضل كثيراً من الرجل (مثلاً اختيار الثياب .. اختيار الأثاث في المنزل والديكور .. اختيار المدارس المناسبة للأولاد .. وغيرها).
 ما لا تعنيه رئاسة الرجل.
  رئاسة الرجل لا تعني أن الزوج أكثر ذكاءً من الزوجة - أحياناً تكون الزوجة أكثر ذكاءً من الزوج - لكن الله أوجد ترتيباً في الأسرة فيه ينبغي على الزوج أن يقوم بدور القيادة.
  رئاسة الرجل لا تعني أن الرجل له قيمة أكثر من المرأة. كلا!! فكل منهما خُلق على صورة الله وكشبهه والمرأة ذات قيمة الرجل عند الله.  كما أنه في المسيح ليس ذكر ولا أنثى بل الجميع واحد في المسيح (غل 28:3).
 رئاسة الرجل لا تعني أن يكون مسيطراً في البيت ومتحكماً في زوجته وممسكاً بزمام كل الدقائق والتفاصيل البيتية ، بل الصورة التي يريدها الرب أن يقوم هو بدور القيادة وهي بدور المعاونة  .. وهكذا يكمّل أحدهما الآخر.
***

«والنهاية، كونوا جميعاً متحدي الرأي بحس واحد، ذوي محبة أخوية، مشفقين، لطفاء، غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمة بشتمية، بل بالعكس مباركين، عالمين أنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة» (1بط 9:3).
شذرة
* عندما نتأمل في الرب يسوع متزراً بالمنشفة يغسل أرجل تلاميذه، لا يبقى مجال لتعظيم ذواتنا.
***

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com