عدد رقم 6 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أعطاهم شهوة قلوبهم  
نجد في الكتاب صوراً مؤلمة لما يحدث في بعض الأحيان عندما يكون هناك إصرار من جانبنا على طلبات معينة، والرب في حكمته لا يرغب في أن يمنحنا هذه الأمور لأن عنده أموراً أفضل جداً لنا، وإذا لم تقترن صلواتنا بالحكم على الذات والخضوع لمشيئة الله وكان عندنا الإصرار على ما نريده، فإن الاستجابة ستسبب لنا الألم والندم.  وشيء كهذا حدث قديماً عندما تمرّد بنو إسرائيل في البرية على المَن وصرخوا لأجل اللحم.  لقد «أسرعوا فنسوا أعماله.  ولم ينتظروا مشورته.  بل اشتهوا شهوة في البرية .. فأعطاهم سؤلهم، وأرسل هزالاً في أنفسهم» (مز 13:106-15).
كان على الإيمان أن يثق في عناية الله الكاملة، وأنه سيمدهم بنوع الطعام المناسب لهم.  لكنهم أصروا على شهوة قلوبهم، وظنوا أنهم بدون ذلك لن يكونوا سعداء.  وأمام بكائهم وإلحاحهم أعطاهم الله شهوتهم «وأمطر عليهم لحماُ مثل التراب، وكرمل البحر طيوراً ذوات أجنحة» (مز 26:78-29).  ولكن لم تكن هذه الاستجابة دليلاً على رضى الرب بأي حال، ولا أنهم كانوا في الوضع الصحيح وطلبهم كان صحيحاً.  والنتيجة التي تبعت الاستجابة أنه «صعد عليهم غضب الله، وقتل من أسمنهم، وصرع مختاري إسرائيل» (ع 30،31).  فالله قد يسمح لنا بأن نسلك الطريق الذي أردناه حتى نتعلم درساً من خلال حصادنا لما زرعناه.
وذات الشيء تكرر في تاريخ إسرائيل عندما أرادوا مَلِكَاً لأنفسهم.  فلقد طلبوا بحرارة وإلحاح أن يصيروا مثل باقي الشعوب التي حولهم وذلك بأن يكون لهم ملك يحكم عليهم ويحارب حروبهم.  وقد أعطاهم الرب الملك الذي طلبوه.  وعندما رأوه فرحوا به وهتفوا له.  لقد رفضوا الله الذي كان يملك عليهم، والرب أجابهم لطلبهم، واستخدم هذا الملك لتأديبهم.  وكان هذا نوعاً من الاستجابة القضائية للطلب الذي يعبر عن حمق الإصرار على الرغبات الشخصية.  وليس من المؤتمن إطلاقاً أن نثق في أعمال العناية واعتبارها دليلاً على المصادقة الإلهية، ونهمل إطاعة كلمة الله والخضوع لمبادئه.
وفي الحياة العملية قد يُصِرّ شاب مؤمن على الارتباط بفتاة غير مؤمنة لمجرد أن مظهرها يجذبه.  ورغم كل التحذيرات يظل قلبه متعلقاً بها.  وقد يسمح الرب بهذا الزواج الذي لا يستمر سعيداً، بل يتعكّر بالمشاكل وينتهي بالفشل المحزن والحصاد المرير. 
ليتنا نخضع لمشيئة الله ولا نصر على أفكارنا، بل نقول مع مثالنا الكامل: «لتكن لا إرادتي بل إرادتك».

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com