عدد رقم 5 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس   من سلسلة: على المرصد

الحروب

«وسوف تسمعون بحروبٍ وأخبار حروب، انظروا، لا ترتاعوا. 

لأنه لا بد أن تكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد» (مت 6:24)

(بقية مقالة "الحروب" المنشورة في العدد السابق)

ولا يزال العالم يتسابق على زيادة التسليح واختراع الأسلحة المدمرة، ولا يمكن أن يهدأ له بال أو يعيش في سلام طالما رئيس السلام مرفوضاً «ليس سلام، قال إلهي، للأشرار» (إش 21:57).

لقد اتسمت أيامنا بالمشاكل المتزايدة، والأزمات العالمية المتلاحقة، وعدم قدرة المسئولين على إيجاد حلول لها، فإذا خرجوا من حفرة يسقطون في بالوعة، لكن الله الممسك بزمام الأمور لا بد في النهاية أن يتمم مقاصده؛ إنه صاحب القول: «لي المشورة والرأي.  أنا الفهم، لي القدرة.  بي تملك الملوك، وتقضي العظماء عدلاً.  بي تترأس الرؤساء والشرفاء، كل قضاة الأرض» (أم 14:8-16).

إن الحروب القادمة التي تدور رحاها بعد اختطاف الكنيسة لا تكون بين دولتين أو كتلتين، بل بين كل دول وشعوب العالم، لقد مر العالم بحربين عالميتين، والثالثة ستأتي قريباً، وسيتسلط على العالم وحشان (رجلان لهما الصفة الوحشية)، الوحش الأول طالع من الأرض النبوية (إسرائيل) له الطابع الديني، والثاني طالع من البحر (منطقة غرب أوروبا) له الطابع السياسي.  الأول يهودي والثاني روماني يتطلع إلى زعامة العالم له عشرة قرون متوجة (يتولى رئاسة عشر ممالك أوربية) وسيسجد له جميع الساكنين على الأرض بدلاً من تقديم السجود والعبادة لله -في تلك الأيام السوداء- تُسلب حرية الإنسان، ومَنْ لا يخضع للوحش ويقدم له الولاء بقبوله الرقم القومي666 على يده اليمنى أو على جبهته لا يقدر أن يشتري أو يبيع، وسيتحالف الوحشان معاً مع الشيطان الذي سيكون مطروحاً على الأرض في ذلك الوقت، ويكون الشيطان الشخصية الثالثة الرديئة ويكوّنون معاً ما يمكن أن نسميه الثالوث النجس.

وعندما يظهر الرب يسوع من السماء في نهاية سنوات الضيقة السبع يقبض على هذين الوحشين، الروماني واليهودي، ويطرحهما حيين في بحيرة النار والكبريت دون محاكمة ويتخلص العالم منهما إلى الأبد، ثم يُقيَّد الشيطان ويُطرحه في الهاوية لمدة ألف سنة، ويُطهِّر الرب الأرض من المعاثر وفعلة الإثم، ويملك على عالم يسود فيه السلام الحقيقي، السلام القائم على العدل وليس على مطامع الشعوب والرغبة في الحروب «هوذا بالعدل يملك مَلك، ورؤساء بالحق يترأسون» (إش 1:32).  في ذلك العصر السعيد الذي فيه يملك الحبيب، وتعيش كل شعوب العالم في وئام وسلام حقيقي: «فيطبعون سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل.  لا ترفع أمة على أمة سيفاً، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد» (إش 4:2).

لقد أعلنت مرة هيئة الأمم المتحدة أن عام 1986 هو العام العالمي للسلام، ولكن ماذا حدث؟ بكل أسف في ذات العام -عام السلام هذا- قامت 100 حرب بين دول مختلفة في العالم، وذلك حسب تقرير مركز الإعلام في واشنطن!

يقول ميثاق الأمم المتحدة في مقدمته مشيراً إلى الرغبة في صيانة البشر لأنفسهم: "نحن الشعب .. وقد صممنا على إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب .." فهل أمكن للأمم المتحدة أن تنقذ العالم من ويلات الحرب؟ الجواب: كلا.  والتاريخ خير شاهد لذلك، فالحروب تتزايد كل يوم، وحدة الصراع تتسع بين شعوب العالم وتكاد تُغطي الكرة الأرضية بأكملها في الوقت الذي تتضاءل فيه فرص السلام العالمي.

لقد أحصى أحد العلماء ضحايا الحروب منذ تسلم الإنسان سلطان الحكم فوجد أن عدد الضحايا يزيد على 15 ألف مليون قتيل (عدد سكان العالم الآن 6 آلاف مليون نسمة) فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يقتل أخيه الإنسان.

ومنذ حوالي 2000 سنة مضت، وعلى بقعة من هذا الكوكب الساقط المضطرب تسمى "بيت لحم" وُلد المسيح رجاء الأمة وأمل الشعوب، وملأت الأخبار السارة كل أرجاء الكون - جاء ملاك البشارة من السماء بكلام يُسكِّن روع المضطربين، ويُفرِّح قلوب المحزونين «لا تخافوا! فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.  أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب .. وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة» (لو 10:2-14).  وفي أقوال الرب الرائعة المطمئنة قال: «لا تضطرب قلوبكم.  أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي .. سلاماً أترك لكم.  سلامي أعطيكم.  ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا.  لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب» (يو 1:14،27).

لا يوجد شخص يستطيع أن يُسكِّن القلب المضطرب، ويطرد كل مخاوف الإنسان، ويعطي سلاماً حقيقياً غير الرب يسوع.  إنه أكمل العمل على الصليب ليقدم لك سلاماً حقيقياً مدفوع الثمن.  إنه يستطيع أن ينقذك، ليس فقط من ويلات الحرب القادمة والغضب الآتي على العالم، بل أيضاً من الغضب الأبدي، إنه يقدم لك خلاصاً أبدياً حقيقياً من الخطية ومتاعبها، ونتائجها المريرة حاضراً أو أبدياً، ويقودك في رحلة حياتك وحتى لحظة اللقاء القريب -إذا تعرفت به وسلمت القلب له- تجد فيه الأمن والأمان.

قال جورج واشنطن القائد العظيم الذي تعرّف بالرب: "أنا مطمئن على مستقبلي ولو أنني لا أعرف الطريق الذي سأسلكه .. إلا أنني أعرف تماماً أن الرب قائدي".

سيأتي يوم وذا قريب فيه يصفو الجو، ويعود الهدوء الأبدي، وتنتهي قصة الحروب إلى الأبد، وسيتحقق كل هذا بمجيء الحبيب الرب يسوع المسيح الذي يستحق كل تقدير واحترام إلى أبد الآبدين.

قارئي العزيز ..

سيكون حديثنا في العدد القادم عن الزلازل، سنقوم بجولة حول العالم لنعرف آخر أخبار الطقس والمناخ، ما هي الكارثة الكونية المرعبة المنتظرة، أسوأ زلزال في العالم، ألسنة لهب تخرج من الشمس وانفجارات متتالية، ما قصة الجبل الضخم الذي اكتشف على سطح القمر وطول ضلعه 17 كم، وقاعدته غير مستقرة ويتحرك ويُنتظَر سقوطه على الأرض في أي وقت.  وأخيراً لقاء مع هاري ترومان وهو على شاطئ بحيرة الروح.

إلى الملتقى مع العدد القادم - النعمة معك.                

 (يتبع) 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com