عدد رقم 5 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
احفظ نفسك طاهراً  

«كل ما شق ظلفاً وقسمه ظلفين، ويجتر من البهائم فإياه  تأكلون»
 (لا 3:11)

شيئان كانا لازمين ليجعلا الحيوان طاهراً، هما أن يجتر وأن يشق الظلف.  وواحد من هذين الشيئين لم يكن كافياً على الإطلاق لإثبات الطهارة القدسية.  بل يجب أن يقترن الاثنان معاً.  فماذا نتعلم إذاً من هاتين الخاصيتين في الحيوان الطاهر؟ إن الاجترار ما هو إلا تعبير عن عملية "الهضم الداخلي" للغذاء المأكول.  والظلف المشقوق يكلمنا عن صفة السلوك في الخارج.  ونحن نعرف أن هناك علاقة متينة جداً بين الأمرين في الحياة المسيحية.  فالشخص الذي يتغذى بمراعي كلمة الله الخضراء ويهضم في الداخل ما يتناوله لا بد أن تظهر على سلوكه في الخارج تلك المسحة التي تؤول لمدح الرب الذي في نعمته أعطانا كلمته لتكيف عاداتنا، وتحكم طرقنا.

وإننا لنخشى أن كثيرين يقرأون الكتاب المقدس ولا يهضمون الكلمة.  فالأمران مختلفان جداً.  وإننا نتعلم درساً من الماشية التي ترعى في الخضرة.  فهي أولاً تفتش عن المرعى الأخضر النامي ثم بعد أن تأكل وتشبع تربض في هدوء وتجتر.  وإنها لصورة حية وجميلة للمسيحي الذي يتغذى ويجتر على مكنونات الكلمة الثمينة الموحى بها.

وكم نشتاق أن نرى بيننا الكثيرين من هذه العينة!! كم نشتاق أن نعوِّد أنفسنا على أن نجد في الكلمة المرعى الدسم لنفوسنا.  هذا بكل تأكيد يجعلنا أقوياء وأصحاء ولنحذر من قراءة الكتاب المقدس مجرد قراءة شكلية جافة.

لكن لنذكر دائماً أن الاجترار ينبغي أن لا ينفصل عن الظلف المشقوق.  الأمران متلازمان لإقرار طهارة الحيوان.  ومن جهة التطبيق الروحي فإنهما على غاية من الأهمية من وجهة النظر العملية.  فالحياة الداخلية والمسلك الخارجي يسيران جنباً إلى جنب.  قد يقول شخص إنه يحب كلمة الله ويتغذى بها ويدرسها ويهضمها، ولكن إن كانت آثار خطواته في هذه الحياة ليست كما يحق لمطاليب الكلمة فقوله باطل.  ومن جهة أخرى قد يسلك شخص كأنه بنقاوة فريسية، لكن إن لم يكن مسلكه نتيجة للحياة الداخلية الخفية فهو بلا قيمة.  الأمران يستمد كل منهما قوامه الصحيح وكيانه الحي من الآخر.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com