عدد رقم 4 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس   من سلسلة: على المرصد

وعندنا الكلمة النبوية (2بط 19:1)

ذكرنا أن مجيء الرب يسوع الثاني لأجل قديسيه لا يرتبط بعلامات معينة، وإنما العلامات ترتبط بمجيئه للعالم (ظهوره).  والكتاب المقدس حدثنا عن علامات كثيرة أبدؤها بالعلامات السياسية والتي أقسمها إلى ثلاثة موضوعات: الهيكل،  شجرة التين،  الحروب

الحروب

«وسوف تسمعون بحروبٍ وأخبار حروب، انظروا، لا ترتاعوا. 
لأنه لا بد أن يكون هذه كلها، ولكن ليس المنتهى بعد»
(مت 6:24)

منذ بدء الخليقة والحروب لم تنته، وكم من ملايين البشر ذهبت ضحايا الحروب، فالحروب تترك وراءها القتلى والجرحى والمفقودين الذين يُتركون بلا مأوى أو عائل، زد على ذلك حالات الترمل والتثكّل وأيام المعاناة.

والسبب الحقيقي للحروب دخول الخطية إلى العالم، الخطية التي فصلت الإنسان عن الله، وجعلته يعيش بالاستقلال عنه، وقادته إلى المطامع والحسد وعدم القناعة، والتطلع إلى السيادة والسيطرة على كل شيء «من أين الحروب والخصومات بينكم؟ أليست من هنا: من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟ تشتهون ولستم تمتلكون.  تقتلون وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا.  تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون، لأنكم لا تطلبون.  تطلبون ولستم تأخذون، لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا في لذاتكم» (يع 1:4-3).

يمكنك أن تسمع الآن أصوات المدافع والرصاص في كل مكان، وترى البيوت والمدارس وهي تحترق، والرؤوس النووية وهي تنطلق، وصوت القنابل وهي تتساقط على المدن مع صرخات الرعب ومناظر الدمار، لقد وصل وزن القنابل التي ألقيت في موقعة حربية حديثة 1000 مليون طن - يا للهول! لقد عمت الحروب الآن وانتشرت في أماكن كثيرة على كوكب الأرض، ما أكثر صرخات الرجال والنساء والأطفال، وأنين الجرحى في كل مكان، وآهات الذين يسقطون صرعى في دمائهم.

هناك تقرير يقول إن 68 دولة على الأقل أي ثلث سكان العالم تقريباً تعيش في صراعات مسلحة وتعاني الحروب المدمرة، كما أن هناك 127 دولة مهددة بهذه المخاطر المتزايدة.

لقد اتجه العالم في القرن الحالي إلى أسلحة الدمار الشامل وهي الأسلحة النووية والذرية والكيماوية والبيولوجية، وفي مجال تحديث العتاد العسكري تم التوصل إلى اختراع القنابل العنقودية، صواريخ كروز، قذائف الأبخرة الحارقة والقنابل الذكية.

توجد أكثر من 60 قنبلة هيدروجينية مخزونة في العالم الآن تعطي للبشر المقدرة على تدمير وتحطيم هذا الكوكب 17 مرة في لحظات قليلة بلهيب ذري يصل إلى 130 مليون درجة مئوية، والجدير بالذكر أنه عندما تنفجر القنبلة الهيدروجينية يتولّد منها حرارة شديدة جداً تقدر بـ 60 مليون درجة مئوية، أي ثلاثة أمثال الحرارة الموجودة داخل الشمس، وهي تعادل قوة القنبلة الذرية 1000 مرة، وتزن 25 طن، وينتظر أن يكون ضحايا اليوم الأول من إلقاء قنبلة هيدروجينية 15 مليون نسمة، وانفجار عدة قنابل من هذا النوع يحدث تغييراً في فصول السنة، ويعمل إرباكاً لحركة دوران الأرض -  يا للهول!! ..  وإذا حسبنا كمية المخزون من الأسلحة الذرية في روسيا وأمريكا وإنجلترا وفرنسا والصين والهند وغيرها من الدول لأدركنا هول الدمار الذي تعده كل دولة تجاه الأخرى، والحرب الآن لم تصبح نزاعاً في منطقة ما بعيدة عن المناطق الأخرى في العالم، بل لها تأثير على العالم كله – الحروب الحديثة ألغت المسافات بين الدول، وجعلت الكرة الأرضية كلها قرية واحدة تُدار بالكومبيوتر وأجهزة الريموت والتحكم الآلي.

وبكل أسف نقول إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يدمر نفسه بنفسه، ونحن لا نذكر أبداً وقد بدأنا القرن الحادي والعشرين أن الإنسان حقق تقدماً علمياً في جميع المجالات، لكن بكل أسف سوف يستخدم هذا التقدم في هدم الأرض وجعلها خراباً، فالطائرات التي جعلت العالم قرية صغيرة هي التي تحمل القنابل والصواريخ وأسلحة الدمار الشامل، قال ألبرت أينشتين: "إن ثلث سكان العالم سيموتون من الإشعاع الذري"، وهذا هو نفس الرقم الذي ذكره الكتاب المقدس في سفر الرؤيا مع معرض الكلام عن أحداث الضيقة العظيمة.

نتابع الحديث في هذا الأمر العدد القادم إنشاء الله.

 (يتبع)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com