عدد رقم 4 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أبي هل تحبني؟!  

بعد عشرة عمر طويل، ماتت زوجة أحد أصحاب البنوك الأغنياء فغمره الحزن الشديد على فقدان شريكة حياته، ولم يقدر أن يتحمل الفراق لشدة حبه لها، فقام بتصفية جميع أعماله لكي يهاجر إلى الولايات المتحدة مع ابنته الوحيدة.  وهناك عاش في عزلة كاملة، مُكرساً حياته كلها لابنته المحبوبة، التي كانت تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً.  ولأنه كان يهودياً فقد اهتم بتنشئتها تنشئة دينية صحيحة حسب مبادئ الديانة اليهودية الوطيدة.

وبعد سنوات قليلة من وصوله لأمريكا، مرضت الفتاة مرضاً خطيراً، فاستدعى والدها أشهر الأطباء لإنقاذها، ولكن بالرغم من كل المحاولات المستميتة، كانت صحتها تتدهور يوماً بعد الآخر، حتى دخل أبوها إلى غرفتها وجلس بجانب السرير وأمسك بيدها كما كان يفعل دائماً.  فنظرت إليه الفتاة بحنان عميق وسألته: يا أبي هل تحبني؟ فأجاب الوالد: يا ابنتي العزيزة إنك تعلمين تماماً أنني أحبك أكثر من أي شيء آخر في هذه الحياة! فسألته ثانية: يا أبي هل تحبني حقاً؟ فأجابها: يا فتاتي إن سؤالك هذا يزعجني جداً لأني أحبك بكل تأكيد!! ولكن الفتاة المريضة سألته للمرة الثالثة: يا أبي هل تحبني؟ فتأثر الوالد جداً من هذا السؤال المتكرر وظل صامتاً دون أن يجيبها بكلمة.  فمضت الفتاة في حديثها قائلة: أنا أعلم يا أبي أنك كنت تحبني دائماً وأنا أيضاً أحببتك جداً، لذلك فهل تحقق لي رغبة قلبي التي سأطلبها منك الآن؟ ربما كانت هذه هي آخر طلبة أطلبها منك في حياتي، إني أسألك، يا أبي العزيز، أن لا تنطق فيما بعد بأية كلمة جارحة ضد يسوع الناصري.  لم يعرف الوالد كيف يجيب على هذا الطلب غير المتوقع فظل صامتاً.  فاستطردت الفتاة قائلة: إني أعرف القليل جداً عن الرب يسوع، لأنه لم يكلمني أحد عنه، ولكن بينما كنت أقرأ في هذا الإنجيل علمت أن الرب يسوع هو مخلصي، ولقد عَرَّفني بنفسه من خلال هذا الكتاب العجيب.  لقد خلصني من خطاياي.  إني أحبه يا أبي رغم إني لم أكن أحبه قبلاً. والآن أعلم أنني بعد قليل سوف أذهب إليه، وأكون معه إلى الأبد.  لذلك أسألك أن لا تتكلم ضد يسوع الناصري مرة أخرى.  كما أرجوك أن تقرأ هذا الإنجيل لكي تعرف منه حقيقة شخص يسوع.  وبعد أيام قليلة فقدت الفتاة قوتها تماماً، ثم انطلقت لتكون مع المسيح مخلصها، الذي شهدت عنه وهي على حافة القبر.

كانت الصدمة قاسية على الوالد، ولكنه قرر أن يبحث هو أيضاً ليعرف مَنْ هو يسوع الناصري هذا، الذي استطاع أن يجعل ابنته تموت في سلام وسعادة.  فعكف على قراءة الإنجيل الذي تركته له ابنته بكل شغف واهتمام، ولم يمض وقت طويل حتى كان هو أيضاً قد وجد الرب يسوع وقبله فادياً ورباً.

صديقي هل قبلت المسيح فادياً شخصياً لك؟ هل وجدت فيه سعادتك الحاضرة والأبدية أيضاً؟ إن كنت لا تزال بعيداً وحائراً، اطلب المسيح الآن بكل قلبك وحتماً ستجده.

«وتطلبونني فتجدونني إذ تطلبوني بكل قلبكم.  فأوجد لكم، يقول الرب» (إر 13:29،14).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com