عدد رقم 1 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مسئوليات أولاد الله   من سلسلة: فضة مصفاة

بعد أن استعرضنا امتيازات أولاد الله واحتياجات أولاد الله، سنتناول الآن مسئوليات أولاد الله.  وهذه المسئوليات مرتبطة بالحياة الجديدة التي تمتعوا بها والمركز الجديد الذي هم فيه.  ونحن نعلم أن كل امتياز تقابله مسئولية.  لهذا يقول الكتاب:

1- «كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنمو به» (1بط 2:2).  هذا هو أول ما يعمله الطفل حديث الولادة.  إنه يفعل ذلك بتلقائية دون أن يعلّمه أحد ذلك.  وهذا أيضاً ما يميز كل مولود من الله، أن يشتهي كلمة الله في بساطتها ونقاوتها لكي ينمو بها روحياً.  إنه يشعر بالجوع والحنين إليها.

ولكن للأسف كما أن الطفل الطبيعي مُعَرّض أن يفقد شهيته بسبب بعض الجراثيم أو الأطعمة الفاسدة، هكذا أيضاً يمكن للمولودين من الله أن يفقدوا شهيتهم للكلمة لأسباب كثيرة.  لأجل ذلك حرّضهم الرسول بالقول: «اطرحوا كل خبث وكل مكر والرياء والحسد وكل مذمة» (1بط 1:2).

 اطرحوا، أي تخلوا عن أو تخلصوا دفعة واحدة من هذه الأمور الدنيئة دون تردد أو ندم.  فالأشياء العتيقة قد مضت.

  1. الخبث: هو أصل الشر والأذى بصفة عامة.  وهو يظهر في صورة الحقد والضغينة وسوء القصد.
  2.  المكر: هو عكس الصدق والصراحة، وهو إدمان الخداع والغش والتضليل والمراوغة والدهاء للحصول على ما يريد.
  3. الرياء: هو عكس الإخلاص، وهو الظهور بعكس الحقيقة.  مثل الممثل الذي يجسّد أو يتقمص شخصية غير شخصيته.  والمرائي هو المنافق الذي يتظاهر بأشياء لا يمتلكها ولا تعبر عن الصدق والواقع والجوهر.  إنه يُحسِّن صورته أمام الآخرين مع أنه من الداخل مملوء بالفساد والشر والعنف.
  4. الحسد: الرغبة في امتلاك ما يملكه الآخرون أو في زوال ما عندهم من امتيازات. 
  5. المذمة: الكلام الشرير الذي يسيء إلى سمعة الآخرين ويشوّه صورتهم.
    ويجب أن يعرف المولود من الله أن هذه الشرور تنبع من الجسد.  وعليه أن يرفض ويدين بشدة هذه الأشياء إذا شعر بها في داخله ولا يتهاون معها أو يستسلم لها، فهي السبب في فقدان الشهية الروحية لكلمة الله.

2- «كأولاد الطاعة، لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم، بل نظير القدوس الذي دعاكم، كونوا أنتم أيضاً قديسين في كل سيرة» (1بط 14:1 ، 15).  إن المولود من الله قد تقدس بعمل الروح القدس فيه لكي يطيع على غرار طاعة يسوع المسيح.  وعليه أن ينكر الفجور والشهوات العالمية التي كانت تسيطر عليه قبل الإيمان.  وأن ينفذ رغبات وأشواق الطبيعة الجديدة التي تتوافق مع الله في قداسته «صرتم شركاء الطبيعة الإلهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بط 4:1).

3-«إن كنتم تدعون أباً الذي يحكم بغير محاباة .. فسيروا زمان غربتكم بخوف» (1بط 17:1).  على أولاد الله أن يخضعوا لتأديبات الآب القدوس والمحب والحكيم الذي يؤدبنا للمنفعة لكي نشترك في قداسته.  ويقدرون اعتباراته وسلطانه ويهابوه كل أيام حياتهم.

4- «كونوا متمثلين بالله كأولاد أحباء، واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضاً» (أف 1:5).  إننا هنا في العالم لكي نُظهِر صفات الله ومحبته للآخرين.  هذه المحبة التي تتعب وتضحي وتحتمل وتصبر وتغفر وتنسى كل ما مضى.

5- «اسلكوا كأولاد نور» (أف 8:5).  «الله نور وليس فيه ظلمة البتة» (1يو 5:1).  وعلى أولاد الله أن يسلكوا في النور وبحسب النور بما يتوافق مع طبيعة الله في البر والحق.  وأن يعيشوا في نور محضره الكاشف والفاحص ويرفضوا خفايا الخزي وما يُعمَل في الظلام.  فهذا لا يناسب أولاد الله، بل إن عليهم أن يضيئوا كأنوار في العالم وسط جيل معوج وملتو (في 14:2،15)، وأن يشهدوا بحياتهم المختلفة والمتميزة ضد الشر المحيط بهم.

6- «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» (غل 16:5).  إن أولاد الله الذين سكن فيهم روح الله وينقادون بروح الله لا يتحركون وفقاً لرغبات وشهوات الجسد، بل عليهم أنهم بالروح يميتون أعمال الجسد.  إن اهتماماتهم هي فيما للروح.  وعليهم أن يعيشوا في المناخ الذي يلائم الروح وفي مجال عمل الروح القدس لكي يختبروا النصرة على الجسد.

7-«لأننا بالإيمان نسلك لا بالعيان» (2كو 7:5).  فطالما نحن هنا في سيرنا في هذا العالم ونحن متغربون عن الرب، فنحن نتعامل مع الأشياء غير المنظورة ونمسك بها بالإيمان بحسب ما تعلنه لنا كلمة الله.  وعند مجيء الرب سيتحول الإيمان إلى عيان.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com