عدد رقم 1 لسنة 2003
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس   من سلسلة: على المرصد

وعندنا الكلمة النبوية
 (2بط 19:1)

لا يجب أن نستقي المعلومات عن مستقبل العالم من كتابات البشر، بل من الكتاب المقدس. قديماً أوحى الله لنوح عن أمور لم تُر بعد، وأعلن له مقدماً هذه الكارثة العالمية، عندما هلك العالم القديم بالطوفان (تك 6، 7)، كما أعلن أيضاً ليوسف مقدماً عن المجاعة العالمية التي سيجتازها العالم مدة سبع سنوات (تك 41)، وفيما يتعلق بهلاك مدن الدائرة قال لأبي المؤمنين «هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟» (تك 17:18)، وفي جزيرة بطمس أعلن للرسول يوحنا الحبيب أموراً خاصة بالمستقبل «فاكتب ما رأيت، وما هو كائن، وما هو عتيد أن يكون بعد هذا» (رؤ 19:1).  وقال الرب لعاموس النبي: «هل تحدث بلية في مدينة والرب لم يصنعها؟  إن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سره لعبيده الأنبياء.  الأسد قد زمجر، فمن لا يخاف؟ السيد الرب قد تكلم، فمن لا يتنبأ؟» (عا 6:3-8).

إن الكتاب المقدس يقدم لنا المعلومات الصحيحة، والعالم يقدم المعلومات المضللة والمزيفة، إننا نجد فيه الإجابة على كل تساؤلات الناس، وحلاً لكل المشاكل، ومواعيداً تطمئن وتشجع الراغبين في معرفة الحق والصدق في عالم يسوده الشر والفساد والاضطراب والتشويش.

نحن مدينون بالشكر للرب لأنه أعطانا الكلمة النبوية (التي تكلمنا عن المستقبل) «وهي أثبت، التي تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها، كما إلى سراج منير في موضع مظلم، إلى أن ينفجر النهار (يظهر فجره)، ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم» (2بط 19:1). 

وإن كنا نرى أحداثاً كثيرة في كل مكان في العالم قد سبق وكلمنا عنها الكتاب المقدس، فهذا يعتبر واحداً من الأدلة أن هذا الكتاب هو كتاب الله، إننا عندما نقرأه نسمع فيه صوت الله متكلماً إلينا، وإذا كان الأمر كذلك فعلينا أن نخشع وننحني أمام صاحب الكتاب.  إنه «مُخبِرٌ منذ البدء بالأخير، ومنذ القديم بما لم يُفعَل» (إش 10:46).

عندما غربت شمس الأمة اليهودية، خرج يسوع ومضى من الهيكل الذي أعلن خرابه وقال لتلاميذه: «أما تنظرون جميع هذه؟ الحق أقول لكم: إنه لا يُترك ههنا حجر على حجر لا ينقض!  وفيما هو جالس على جبل الزيتون، تقدم إليه التلاميذ على انفراد قائلين: قل لنا متى يكون هذا؟ وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟» (مت 1:24 - 3).

من كلام الرب السابق نفهم أنه توجد علامات خاصة بمجيئه إلى العالم، ويستطرد الرب في حديثه قائلاً: «فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس - ليفهم القارئ - .. هكذا أنتم أيضاً، متى رأيتم هذا كله فاعلموا أنه قريب على الأبواب» (مت 15:24، 33).

ويقول البشير لوقا الذي ينقل ذات حديث الرب على جبل الزيتون «ومتى ابتدأت هذه تكون (ليس بالضرورة أن تكون كلها حدثت)، فانتصبوا وارفعوا رؤوسكم لأن نجاتكم تقترب» (لو 28:21).

لا شك أن العالم في هذه الأيام يسوده اضطراب عظيم وحيرة في كل مكان، إنه يعاني مشاكل كثيرة مثل انفجار المشكلة السكانية، الأمر الذي يهدد بمجاعة عالمية لا يعرف مداها سوى الله، زد على ذلك هناك الآلاف الذين يموتون بسبب الحروب المتوالية، والزلازل المتزايدة، والأوبئة المتفشية في كل مكان.

كارثة عظمى

إنني أعتقد أن سكان الأرض يقتربون من أزمة عالمية تفوق كل تصور، ولا شك أن العالم مقبل على كارثة عظمى تهدد الساكنين على الأرض.  ولن يكون هناك حلاً حقيقياً لمشاكل العالم إلا بمجيء المسيح الذي سيضع حداً لمتاعب قديسيه على الأرض.

لكن قبل أن تبدأ أحداث ساعة التجربة العظيمة لتجرِّب الساكنين على الأرض، لا بد أن تكون الكنيسة قد وصلت بسلام إلى السماء، بعد ذلك يظهر المسيح لكي يواجه كل قوى الشر وتحديات الأشرار.

ولا شك أننا بدأنا عصراً جديداً يتصف بالحيرة والارتباك كما سبق وأشرنا، إننا نحن الآن نعيش في عالم المتناقضات، وعدم الاستقرار، الأمور غير المتوازنة، حيث أن القوي يقهر الضعيف، والغني يدوس الفقير.  لقد سقط الحق في الشارع، وانتشر الظلم في كل مكان «وأيضاً رأيت هذا تحت الشمس: موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور!» (جا 16:3).

إنني أشارك حبقوق النبي عندما قال في حيرته: «حتى متى يا رب أدعو وأنت لا تسمع؟ أصرخ إليك من الظلم وأنت لا تخلِّص؟ لِمَ تريني إثماً، وتبصر جوراً؟ وقدامي اغتصاب وظلم ويحدث خصام وترفع المخاصمة نفسها.  لذلك جمدت الشريعة ولا يخرج الحكم بتةً، لأن الشرير يحيط بالصديق، فلذلك يخرج الحكم معوجاً» (حب 2:1-4).

وقد أجاب الرب على تساؤلات حبقوق وحيرته بعد أن وقف على المرصد وقال: «على مرصدي أقف، وعلى الحصن أنتصب، وأراقب لأرى ماذا يقول لي، وماذا أجيب عن شكواي.  فأجابني الرب وقال: اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح لكي يركض قارئها، لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد، وفي النهاية تتكلم ولا تكذب.  إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتياناً ولا تتأخر» (حب 1:2-3).

إننا نتطلع إلى اليوم القريب السعيد الذي فيه يخرج الحق إلى النصرة، ويعم العالم السلام الحقيقي، السلام القائم على العدل؛ عندما يأتي المسيح الذي سيحكم بالبر والحق ويتم المكتوب: «فلا يقضي بحسب نظر عينيه، ولا يحكم بحسب سمع أذنيه، بل يقضي بالعدل للمساكين، ويحكم بالإنصاف لبائسي الأرض، ويضرب الأرض بقضيب فمه، ويُميت المنافق بنفخة شفتيه.  ويكون البر منطقة متنيه، والأمانة منطقة حقويه» (إش 3:11-5).

إن العالم الآن قد نضج للدينونة، وقريباً سينصب غضب الله المُعلَن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم.  يوجد شخص واحد، هو الرب يسوع، الذي يستطيع أن يحميك من هذا الغضب الآتي، ومن سيول وعواصف الدينونة المرعبة، إنه الشخص الذي أشار إليه النبي إشعياء قديماً قائلاً: «ويكون إنسان كمخبأ من الريح وستارة من السيل» (إش 2:32).

هل سلمت قلبك له، وهل لك فيه رجاء؟

ليس اللهيب أو الدود هو أتعس ما في الجحيم .. بل الرجاء المفقود!!

(يتبع)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com