عدد رقم 2 لسنة 2004
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
كل حين مع الرب  

وهكذا نكون
 كل حين
 مع الرب

لم يستطع الطفل الصغير أن يستوعب ما يدور حوله من حديث .. كيف يقولون إن أباه قد مات، ثم يعودون يؤكدون أنه ما زال حياً ولم يمت؟!

ربتت الأم على كتفه وهي تقول:

  • يا بُنيَّ لقد مات والدك فعلاً وانتقل من هذا العالم ليكون مع الرب يسوع المسيح إلى الأبد.  وهو هناك الآن حيٌّ مع المسيح.
    • لقد أخبرني أبي مراراً أن الرب يسوع المسيح يسير معنا هنا وإن كنا لا نراه بالعيان.
  • هذا حق، وهذا ما كان يجعل قلبه فرحاً.  أما الآن فهو في ملء السرور إذ أنه يتمتع بحضور الرب دائماً.
    • وسيظل مع الرب يسوع دائماً؟ .. لن يفترق عن الرب يسوع أبداً؟
  • نعم يا عزيزي .. لن يفترقا أبداً.

ظن الطفل بهذا الحديث أن الرب يسوع يترك السماء عندما يسير معنا هنا على الأرض.

وفي الأحد التالي أخذت الأم صغيرها إلى مكان العبادة.  وأخبرته أن الرب يسوع يحضر إلى مكان العبادة ليُشرِّف اجتماعنا إليه.

أخذ الطفل يتلفت يميناً ويساراً بحثاً عن غرض لا يجده.  فسألت الأم طفلها بعد انتهاء العبادة عما كان يبحث؟!

    •  كنت أبحث عن أبي.
  • يا بُنيَّ ألم أخبرك أن أباك مع الرب يسوع المسيح في السماء.
    • نعم .. ولكنك أخبرتيني أيضاً أن الرب يسوع يحضر إلى مكان العبادة في كل مرة نجتمع فيها.
  • نعم .. هذا حق.
    • وأخبرتيني أن الرب يسوع وأبي لن يفترقا أبداً.

سكتت الأم، فقد فهمت ما يعنيه صغيرها.  واستكمل الطفل حديثه:

    • وطالما أن الرب يسوع وأبي لن يفترقا أبداً، فلا بد أنه اصطحبه إلى الاجتماع طالما هو سيحضر على أية حال.

بذلت الأم مجهوداً مع طفلها لتفهّمه أن الرب يسوع هو الله الذي يملأ السماء والأرض، وأنه بحضوره الاجتماع لا يفارق السماء أبداً.

هزَّ الصغير رأسه مبتسماً في بساطة الأطفال قائلاً:

    • ما أسعد أبي إذ لم يفارقه الرب هنا على الأرض، والآن هو هناك في السماء ولن يفارقه الرب أبداً.

عزيزي .. ألا ترى أننا في احتياج شديد إلى بساطة الأطفال التي تصدق كلمة الله بقلب واثق؟  هل نحن نتوجه إلى الاجتماع ونحن في ملء اليقين الواعي بحضور الرب؟  وهل نحن نستشعر حضوره الكريم طوال فترة الاجتماع إلى اسمه؟ .. هل نحن نمتلئ خشوعاً مقدساً إذ نراه بالإيمان في وسطنا؟ .. هل جلوسنا وقيامنا وسجودنا يؤكد استشعارنا لمحضره، أم يؤكد -للأسف- غير ذلك؟

أيضاً -عزيزي القارئ- ألا نُقدِّر، مع هذا الطفل، عظم النعمة التي تغمرنا إذ نتمتع بمعية الرب لنا في الطريق، ومعيتنا له إلى الأبد في السماء.

غمرٌ من الأفـراح
إذ أنتَ معنا هنـــا
ولـــــسوف تعظُم
معك نكون هناك

  عــمَّ قـلوبــــــــــنــا
على الأرض تسير
هذه الأفـــــــراح إذ
فــي المــــجد المنير

عن الإنجليزية بتصرف

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com