عدد رقم 5 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
احتياجات أولاد الله   من سلسلة: فضة مصفاة


إن الأطفال في عائلة الله يحتاجون إلى أشياء أساسية في حياتهم الروحية لنموهم.  فهم يحتاجون على سبيل المثال إلى:

1- الأمومة في رقتها ولطفها ، وفي عطفها وحنانها، وفي عنايتها ورعايتها.  ونجد هذا الأمر واضحاً جداً في خدمة الرسول بولس إذ يكتب للمؤمنين في كنيسة تسالونيكي الذين كان عمرهم في الإيمان حوالي ثلاثة أشهر فقط.  كتب يقول: «بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها، هكذا إذ كنا حانين إليكم، كنا نرضى أن نعطيكم، لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً، لأنكم صرتم محبوبين إلينا» (1تس 7:2، 8).  وكم ينقصنا في اجتماعاتنا مَنْ يحنو على النفوس ويترفق بها، مَنْ يُرضِع ويُغذي، مَنْ يُربّي ويعزز ويدلل، مَنْ يرعى ويهتم ويسهر على راحة وسلامة النفوس.  هذه هي الأمومة الروحية.

2- الأبوة التي تحث وتشجع وتنصح وتعطي المشورة الصحيحة والتوجيه السليم.  الأبوة عاطفة تربط الأب بأولاده.  وهكذا كان الرسول بولس أيضاً.  فقد كتب للمؤمنين في كورنثوس يقول: «كأولادي الأحباء أنذركم.  لأنه وإن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح، لكن ليس آباء كثيرون.  لأني أنا ولدتكم في المسيح بالإنجيل.  فأطلب إليكم أن تكونوا متمثلين بي» (1كو 14:4 - 16).  فالأبوة أيضاً تتضمن القدوة.  كما أن لها مهابة وهي مزيج من الحب والحزم في آن واحد.  وقد كتب أيضاً الرسول للمؤمنين في تسالونيكي قائلاً: «كما تعلمون كيف كنا نعظ كل واحد منكم كالأب لأولاده، ونُشجعكم، ونُشهدكم لكي تسلكوا كما يحق لله الذي دعاكم إلى ملكوته ومجده» (1تس 11:2، 12).  وعندما تتوفر هذه الروح وهذا التوجه في الخدمة وفي مَنْ يخدمون فلن يحدث النفور ولن يهجر الشباب الصغير الاجتماعات، بل سيتجابون بسرور من القلب مع هذا النصح الأبوي حتى لو كان معاكساً لرغباتهم وأفكارهم نظراً لاختلاف الأجيال.

3- يحتاجون إلى الطعام. هذا ما أشار إليه الرسول بطرس بالقول: «وكأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به (للخلاص)» (1بط 2:2).  إن اللبن هو كلمة الله في أبسط صورها التي تُقدِّم لأولاد الله الحقائق الأساسية للإيمان المسيحي.  والطفل في الحالة الطبيعية له شهية مفتوحة للرضاعة.  وهكذا كل المولودين من الله يحتاجون إلى الكلمة التي تغذِّي وتنمي.  وإلى مَنْ يقدم لهم هذه الكلمة في الصورة التي تناسب حالتهم وحاجتهم.  ومع الأيام سيحدث النمو ويستطيع الشخص أن يستوعب الطعام القوي والأمور العميقة في الكلمة ويتلذذ بها.  ومع النمو سيتغير وتسقط الصغائر تلقائياً من حياته ويتخلص من سلبيات الطفولة.

(4) يحتاجون أن يشعروا بالقيمة والمكانة والقبول.  وقد أثبتت التجارب أن الشاب الصغير عندما يلقى تشجيعاً وترحيباً سيخطو للأمام روحياً بشكل أفضل جداً، ويبذل كل نشاط واجتهاد ليكون تقدمه ظاهراً في كل شيء.  وعلى كل مَنْ يخدم في هذا السن مراعاة ذلك. إن الصد والاستهجان وإشعار الشخص بالرفض والنبذ قد أعثر وفشَّل الكثيرين في بداية الطريق.  وكم نحتاج إلى اتساع الأحشاء لقبول الصغار بضعفاتهم واحتمال نقائصهم، ومدح ما هو حسن ومميَّز فيهم لكي نربحهم، ونشعرهم أنه يُرجى منهم كل الخير وروح الله يستطيع أن يعمل فيهم وبهم.

ومع هذا يجب ألا نتطرف ونغالي في التشجيع لئلا يرتئي الشخص فوق ما ينبغي أن يرتئي، ويكبر في عيني نفسه.  وبهذا نكون قد أفسدناه وألحقنا به ضرراً بالغاً أدى إلى تشوه في كيانه الروحي.  وهذا ما حدث مع البعض الذين يعانون ونعاني منهم .

إن التشجيع المتوازن هو المطلوب لكي لا يفشل الشاب الصغير ولا يغتر، بل ينشأ في جو روحي صحي.  ينمو النمو الطبيعي وتغرس فيه من الصغر روح الاتضاع والطاعة واحترام المرشدين روحياً الذين علموه وكانوا قادة وقدوة أمامه. 

5- يحتاجون إلى الثبات.  إن الأطفال في بداية الطريق معرضون إلى أن يكونوا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم (أف 4).  وخبرتهم قليلة في امتحان وتمييز الأرواح هل هي من الله؟ ويحتاجون إلى تثبيت أقدامهم على صخرة الحق والتعليم الصحيح وأن يبنوا أنفسهم على الإيمان الأقدس رغم انتشار الضلالات (يه 20).  ويكتب الرسول لتلميذه تيموثاوس قائلا: «اثبت على ما تعلمت وأيقنت، عارفاً ممن تعلمت» (2تي 14:3).  ويكتب للمؤمنين في كولوسي قائلاً: «إن ثبتم على الإيمان، متأسسين وراسخين وغير منتقلين عن رجاء الإنجيل» (كو 23:1)، وأيضاً «متأصلين ومبنيين فيه، وموطدين في الإيمان» (كو 7:2).  وكذلك يكتب الرسول يوحنا قائلاً: «ما سمعتموه من البدء فليثبت إذاً فيكم» (1يو 24:2) إنهم يحتاجون أيضاً إلى الثبات في التجارب.  والثبات ضد مكايد إبليس.  والثبات ضد تيار العالم الجارف والثبات ضد رغبات ونداءات الجسد.  ويحتاجون إلى الثبات العملي اليومي في المسيح حتى يثمروا ويدوم ثمرهم.

(يُتبَع) 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com