عدد رقم 5 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ورحل وسيم ... وبقي الدرس الحكيم !!  

«لأن الإنسان لا يعرف وقته» (جا 12:9)

كان وسيم شاباً نابغاً في علوم كثيرة.  منها الهندسة والكومبيوتر، والموسيقى والأدب.  ولو أمهله الرب شهوراً قليلة لأنهى رسالة الماجستير.  ورغم صغر سنه لمعت موهبته في الكتابة.  فكتب عدة كتب بأسلوب قصصي جميل.  وفي الفصل الأخير من كتابه الأخير "رحلة إلى الأبدية" ختم الفصل بمشهد نوال الأكاليل أمام كرسي المسيح فكتب يقول: "بينما السعادة لا توصف والفرح لا يستطيع أحد أن يعبّر عنه جاء دور شاب بسيط كانت له أشواق كبيرة لخدمة الرب، لكن لم يسعفه العمر فقد ترك الأرض في زهرة شبابه إثر حادث أليم".

هل كان الكاتب يدري بأن ما كتبه سينطبق عليه وتنتهي حياته بهذه السرعة؟ كلا.  فبرغم أن «الصديق واثق عند موته» إلا أنه «لا يعرف وقته».  إذاً مَنْ ذا الذي يعرف الوقت؟ يقول الكتاب: «قلب الحكيم يعرف الوقت» (جا 5:8).  إنه الرب يسوع فقط هو الذي حدد وقت موته «.. بعد يومين» (مت 2:26)، وطريق موته «الصليب»، ومَن هو الذي يسلمه «يهوذا الأسخريوطي»، ومتى يقوم «في اليوم الثالث» (لو 31:18 - 33).

أما نحن البشر فلا نعرف وقتنا «كالأسماك التي تؤخذ بشبكة مُهلكة» (جا 12:9) والأسماك لها زعانف تتحرك بها يميناً ويساراً، إلى أعلى وإلى أسفل.  وهناك أسماك ملونة فتجدها تتخايل وتتمايل، وهي تتألق بألوانها البديعة الزاهية.  ولكن سرعان ما تُؤخذ بالشبكة المباغتة، والإنسان كذلك، مشغول وهو يسبح في تيار العالم بملذاته ومسراته، وفجأة يُؤخذ بشبكة الموت. «وكالعصافير التي تؤخذ بالشرك (الفخ)».  في طفولتي رأيت منظراً لن أنساه.  رأيت الأطفال في القرية في موسم الحصاد وهم قد نصبوا الفخ "الشرك" بعد أن وضعوا فيه الطعم، وهو الحبة، وكنوع من التمويه غطوا الفخ بالتراب، ونثروا الحبوب فوقه واختبأوا خلف حزم القمح المتراصة، ونزلت العصافير لتلتقط الحب، وفجأة انهال التراب ووقع عصفور في الفخ، وطارت بقية العصافير جميعاً إلا واحداً.  لذلك كان ينظر كل عصفور إلى زميله وكأنه يقول: "ياترى على مين الدور هذه المرة؟".  لكن السؤال الهام والخطير هو: "يا ترى هايكون فين الدور؟" يقول الكتاب: «فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية» (مت 46:25)

عزيزي القارئ .. إن الحياة قصيرة وقد تنتهي فجأة وفي أي لحظة دون سابق إنذار فماذا أنت فاعل بسني حياتك؟ هل فكرت في الأبدية الطويلة وأين تقضيها؟ وإن كنت مؤمناً فهل تفتدي الوقت القصير وتعمل أفضل ما لديك لتكرم المسيح الذي أحبك في زمن الحياة القصير عالماً أنك ستقف أمام كرسي المسيح لتعطي حساب وكالتك؟

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com