عدد رقم 3 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أفكار حول:التأديب الكنسي  

يدعي البعض خطأ أن للكنيسة سلطاناً مبرماً لا ينقض .. وأنها معصومة من الخطأ.  ولكن نظراً للاختلافات الطبيعية حتى بين الأمناء، فإنه من الحماقة أن ندعي الوفاق والحصانة ضد الخطأ الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا بقوة الروح القدس.  ويلاحظ أن الرسول أنكر ما يدعيه البعض (ذوي المراكز الدينية) من العصمة والحل والربط.  فإذا أصرت الكنيسة على الادعاء وبالعصمة، فإن النتيجة المحتومة، إن آجلاً أو عاجلاً، ستكون الدمار لا البنيان.  وحينئذ لا يكون العامل هو المسيح، بل هي الافتراضات البشرية ما لم تكن العجرفة.

فإذا تناولت الكنيسة أمراً ما، وأدلت فيه بأفكار، سواء كانت لأفراد أو للكنيسة ككل، أو حتى كما يقول البعض، في ضلالهم، لرئيس الكنيسة الممثل لها، بالانفصال عن الخضوع لرأس الكنيسة الحاضر في الوسط، ستكون النتيجة وبالاً على مجد الرب.

 فالوعد بالمصادقة على قرارات الكنيسة، محدد بحدود صارمة وليس مطلقاً.  ولن يتأتى الخطأ أو الفشل إلا إذا كسرنا الشرط وتعدينا الحدود.  وفي هذه الحالة فإن الرب في أمانته لن يصادق على قرار الجماعة.  فإذا ادعينا أننا على حق على طول الخط، سواء راعينا الحدود التي رسمها الله أم لا، فإننا حينئذ ندعي العصمة، الأمر الذي لا يدعيه الرسول، ولا يمكن أن يُنسَب إلا إلى الله.

«يدرِّب الودعاء في الحق، ويعلِّم الودعاء طرقه» (مز 9:25).  وهذا يتم الآن عندما ينعم الرب على الجماعة بحضوره وقيادته، رغم أنه ما أصعب التصور أنه يمكن تلافي مشيئات مختلفة بحسب الطبيعة.  ولكن ما دام الرب هناك، في الوسط، وما دمنا حقاً ننتظره بخضوع في الروح القدس للكلمة المكتوبة التي تسلِّط نورها الإلهي على الحقائق وعلى الأشخاص، حينئذ إما أن يتصرف الجميع برأي واحد في مخافة الله بدون ضغط أو إجبار، وإما أن ينكشف خطأ المنشقين وإرادتهم الذاتية العاملة، سواء كانوا كثيرين أو قليلين.

ولكن ليس لأنه رأي الأغلبية، أو حتى الكنيسة كلها، يكون هو الصواب، بغض النظر عن الحقائق والبرارة والعدالة.  وما هذا سوى تعصب أعمى وليس فقط مناف للمنطق، بل أقول إنه محاربة شريرة ضد الله.

فإذا كان الأمر كذلك فعلى الكنيسة أن تدين نفسها معترفة بفشلها في تمييز فكر الرب، مقرة بخطئها والذي نتج سواء من تأثير المتقدمين المتحاملين أو من ضعف الأغلبية التي تؤثر السير مع التيار سعياً وراء الهدوء مهما كان الثمن أو من كلا الأمرين معاً، أو لأي أسباب أخرى. 

والسبيل الوحيد لمسرة الرب أن الكنيسة عندما تكتشف الخطأ تعترف به وتدينه علانية - كما تم ارتكابه - في أسرع وقت ممكن.  سواء كان الخطأ في حق الرب أو الكنيسة أو أفراد أو مجموعة.

أما أن نراعي اعتبارات أخرى كيفما كانت بغض النظر عن الحق والبر بغية التستر على الخطأ فذلك أمر لا يليق بالمسيح ولا بخدامه.

وهكذا لاق بالرسول، الذي استنكر في بداية الرسالة (كورنثوس الثانية)، أنه يكون متسلطاً على القديسين، أن ينتهي إلى هذه الرغبة المخلصة رغم ما قوبل به من استخفاف - الرغبة في أن يتجنب استخدام سلطانه الرسولي المفوَّض له من قبل الرب في اتخاذ إجراء صارم ضد المخطئين اقتناعاً منه أن ما هذه السلطة سوى للبناء لا للهدم (2كو 10:13).

    شذرات

  •  ما من تأديب يسمح الرب به إلا لكي يربط النفس به أكثر.  وإن ذلك يقودنا إلى أن نزداد في معرفته واختبار محبته ولو ذرة واحدة، فإن كل الآلام التي نواجهها وأكثر منها لا تُحسب شيئاً.
  • إن كل تأديب منشأه الخطية، وكل عون مؤسس على الكفارة.  ولا يوجد موقف للمؤمن إلا ويمكنه أن يذهب إلى الله طالباً المعونة.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com