عدد رقم 1 لسنة 2009
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
8 مبادئ لعلاج الاكتئاب   من سلسلة: 8 مبادئ لعلاج الاكتئاب
ماذا تعمل عندما لا تعلم ماذا تعمل؟

المبدأ السادس: اقبل المشاكل كعطايا

بعض الناس يصطدمون بمشكلةٍ ما ويتوقَّفون بلا حراك في سبلهم، فهم يشعرون باليأس وعدم القدرة على الحركة، وكل ما يريده هؤلاء هو التخلص من مشكلتهم بأقصى سرعة.

آخرون يجدون نفعًا في المشكلات، فهم يتساءلون: ”ما الذي أستطيع أن أتعلمه من هذه التجربة؟  ما الذي يريد الله تغييره فيَّ؟“.

وهذا هو المبدأ السادس للعثور على طريق الله للخروج من الاكتئاب:

”رحِّب بمشاكلك كعطايا من الله لتساعدك حتى تصبح شخصًا أفضل“

ليس خطًا أن نحاول حل مشكلة ما وأن نخفِّف الألم، لكن بدلاً من الاندفاع المتعجِّل في المأزق الحالي، نحن بحاجة إلى استخدام المشكلة لنرى حياتنا من وجهة نظر الله، ونجد طريق الله من خلالها.

إن وجهة نظر الله مختلفة تمامًا، وبإمكاننا فهم ذلك إذا ما قارناه بمدى اختلاف نظرة طبيب ونظرة مريض إلى الألم.  فأنت تذهب للطبيب في ألم شديد منتظرًا حقنة أو قرص دواء يُذهب عنك الألم، وأنت تريد ذلك الآن.  لكن طبيبك يعرف أن ألمك هذا ما هو إلا علامة ظاهرة لمشكلةٍ أعمق، ومن ثَم فهو يصف لك علاجًا، حتى وإن كان أكثر ألمًاـ كعملية جراحية وجلسات للعلاج الطبيعي.

انه اختيار على كل منا أن يحدِّده عند نقطةٍ ما: فأنت تستطيع أن تطلب راحة فورية، عالمًا أن المشكلة سوف تتكرر.  أو تستطيع أن تمضي في عملية الشفاء وتحل المشكلة مرة وللتمام، هذا هو الاختيار الذي تقابله عند علاج الاكتئاب.

الله يحبّك، ومثل طبيبك هو لا يقلقه كثيرًا أمر راحتك الفورية، بقدر ما يهتم بشفائك الدائم.
يخبرنا الكتاب المقدس في رسالة يعقوب: «احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة.  عالمين أن امتحان إيمانكم يُنشئ صبرًا» (يع 1: 2-3).

طريق الله ليس خارج مشكلتك، بل من خلالها.  هكذا ينبغي أن نتعلم من صعوباتنا، ونجد طريق الله.
عند مواجهة الاكتئاب، أنت تحتاج أولاً أن تنظر لأعلى ناحية الله، فهو كعاصفة ممطرة على جدول راكد مسدود بالأنقاض، وعندما يغمر التيار الشديد الجدول فإن الأنقاض تتكسر ويعود التيار للسريان.

ثانيًا، عليك أن تنظر للداخل، دع الله يأخذك في رحلة داخل نفسك، سوف يضيء مصباح الحق على أعماق قلبك، مضيئًا وكاشفًا لتوجّهاتك وجراحك وآلامك وضعفاتك ووجهات نظرك والتي تحتاج أن تسلّمها وتخضعها للمسته.

المشاكل هي أيضًا عطايا في كونها تساعدنا على تقبل الألم بطريقة طبيعية وعلى توقعه كجزء منتظم من الحياة.  فنحن نميل للاعتقاد أن الأمور الرديئة لا ينبغي أن تحدث لنا، ونقاوم في غضب واستنكار أو يأس عندما تحدث، لكن هذا لا يغير واقع الألم.

ينبغي أن تتخلى عن اعتراضك على عدم عدالة مشكلاتك، وتتقدم إلى موضع القبول، وحينئذ فقط يكون بإمكانك أن تتعلم أية اختيارات وطرق ودروس وفرص متاحة لك.  اقبل الألم كجزء من الحياة، سلِّم بأنك لا تمتلك جميع الإجابات.

القبول أو التسليم يساعدنا للتكيف مع طبيعة الأمور ولنثق في الله.

مشاكلنا تساعدنا على الشعور بآلام الرب يسوع، هو يحبنا بعمق، وتمردنا يؤلمه، ولكن بدلاً من إيجاد طريق خارجًا هو يعمل خلاله، وبينما هو يخلصنا ويشفينا ويسامحنا هو يتألم، ولكنه يحتمل ذلك لأنه الطريق الوحيد. 

هذا هو مثالنا للتعامل مع الألم، مشاركتنا في آلامه تجعلنا نقترب أكثر منه، لنرى الحياة على حقيقتها، وبصبر نخطو الخطوات الضرورية لحل مشكلتنا، واتباعنا لمثال الرب يسوع يجعلنا أكثر عمقًا ونضوجًا.

لا تسكت عن الاكتئاب الذي تعاني منه، ولكن لا تسأل الله أن يزيل أعراضه في الحال، استخلص من الألم طريق الله واقبل عطية التعلم منه.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com