إخوتي الأفاضل العاملين والعاملات في مجال خدمة النشء
لتكثر لكم النعمة والرحمة والسلام من الله أبينا وربنا يسوع المسيح راعي الخراف العظيم ورئيس الرعاة.
عندي الكثير من الكلام أقوله لكم؛ فقلبي الذي يكاد يمتلئ بمخدوميكم، يتّسعكم أيضًا، بل ويحملكم بين جنباته، سيما في وقت انحناء الركب، وهكذا يخرج ليفيض لكم بالكثير.
في البداية أودّ أن أهنئكم على اختيار الرب لكم لهذه الخدمة الرائعة.
فإن كان هو اختيار الرب لكم فهو يستحق التهنئة؛ فاختياراته دائمًا هي الصواب والأفضل.
وبما أن اختياره لكم هو خدمة النشء، فالأمر يستحق تهنئة إضافية؛ فقد ائتمنكم على واحدة من أخطر مراحل العمر، على حلقة محورية حسّاسة من سلسلة الخدمة المجيدة، عِقد من الزمان يتشكّل فيه شكل الحياة، وأنتم من أهم أدوات السيد لتتميم هذا الغرض.
نعم أهنئكم؛ فقد اختار الرب لكم خدمة شاقة تذخر بالعرق والدمع، لا يدعمها إلا العطاء وإنكار الذات! شاقة، لكن معوناتها وفيرة من الله القدير، ومكافآتها جزيلة ومتميزة من السيد الكريم.
فهنيئًا لكم!
وسأجتهد أن أوجز في كلامي وأدخل في الموضوع مباشرة: كيف يمكننا أن نخدم الشبيبة في هذا السن خدمة مؤثرة؟!
* * *
أحد أوضح سمات المجتمع الذي نعيش فيه الآن - من أسف - هي الفجوة الرهيبة بين المراهقين والكبار! فجوة استغلها الشيطان أسوأ استغلال، بتعميقها في مفاهيم الشباب في هذا السن ليصل بهم ألا يستمعوا لرسالة من الكبار؛ مستهدفًا، بكل الطرق، حرمانهم من سماع رسالة محبة الله. وإن أردنا أن نخدم هذا السن فعلينا أن نحل هذه الإشكالية. ونحن وإن كنا لا نستطيع أن ننهي هذه الفجوة، لكننا نستطيع بناء جسور فوقها لنصل إليهم، جسور فهم وتفهّم لمن هم، ولطبيعة العصر الذي يعيشونه.
طبيعة السن وكيف نتعامل معها
يحرِّضنا الحكيم بالقول «معرفةً اعرف حال غنمك واجعل قلبك إلى قطعانك» (أم27: 23). وأعتقد أننا يمكننا أن نفعل ذلك بأن نسترجع من ذاكرتنا (وهي للأسف ضعيفة في هذا الصدد) أيام كنا مثلهم، ثم بتأمل أحوالهم بعين واعية تحلِّل لا ناقدة تدين، وبالاطلاع والدراسة عنهم؛ ستُكلَّل جهودنا بالنجاح في فهمهم. وإن فعلنا ما تقدَّم سنكتشف أن طبيعة السن يميزها الآتي:
-
أهم ما يميز هذا السن هو التغيير المستمر. فهو يتغير ليتحول من الطفولة للنضوج؛ يتغير جسمانيًا ونفسيًا واجتماعيًا، من الداخل كما من الخارج. شكل جسمه يتغير وكذا أبعاده، مشاعره لم تصبح مشاعر الطفل التي اعتاد عليها، ميوله ورغباته وصلها التغيير، وضعه الاجتماعي ومتطلباته تغيرًا جذريًا. وهذه التغييرات تشكِّل عبئًا نفسيًا ثقيلاً على المراهق؛ فهو لا يعرف لها تفسيرًا ولا نهاية، كما أنه بسببها يتصرف تصرفات تسبِّب له إحراجًا وهو لا يعرف لها تبريرًا. وعلينا نحن أن نعتبر تصرفات المراهق في ضوء هذه الحقيقة: أنه في حالة تغيير مستمر. وعلينا أن نفهمه ذلك. بل وعلينا أن نستغل ذلك لنصل به إلى أعظم تغيير في حياته؛ أن يرجع إلى الله الحي!
كما يتميز هذا السن أيضًا بأنه سن البحث عن الهوية. وهو صغير لم يكن يهتم كثيرًا بأن يسأل نفسه ”من أنا؟“، بل كان يكفيه أنه ”ابن أبيه وأمه“ وأنه ”حبيبهما“. لكن إذ قد دخل لمرحلة تبلور الشخصية المستقلة، فقد أصبح يبحث عن من يكون. إنه يريد مسمًّى محددًا له وتوصيفًا واضحًا لدوره في الحياة. لم يعد يقبل أن يعامَل كواحد من وسط مجموع، بل كفرد محدَّد المعالم مستقل بكينونته. اسمه أصبح أكثر غلاوة عليه ”أنا فلان“، وهو يقدِّر من ينادونه به، ويزداد تقديره لمن يقدِّرونه هو كشخص متميز. إنه يحتاج لهمس ذاك الذي قال «دعوتك باسمك. أنت لي... صرت عزيزًا في عينيَّ مكرَّمًا وأنا قد أحببتك» (إش43: 1، 4). وعلينا أن نقتفي هذا المثال، فلا أروع!
-
أما سمة السن المنبوذة من الكبار فهي التمرد على السلطة. كان وهو طفل صغير يجد الأمان في طاعة الكبار ومكافأتهم لها. لكنه الآن، نظرًا للتغيير الذي يمر به، وبحثه عن هويته، ينتابه الشك في صحة كل ما يرى أنه أُملي عليه وهو بعد صغير، فيقرِّر أن يبحث عن كل شيء بنفسه؛ ومن ثم يصطدم بالمتوارثات وما يعتبره الكبار ثوابت وهي ليست كذلك عنده، وإذ يصر الكبار على موقفهم لا يجد إلا التمرد، ليس حبًّا في التمرد ولا كرهًا للكبار، بل كنتيجة ناشئة من صراع داخلي لا يستطيع التعامل معه ولا يجد من يساعده على ذلك. والسلطة الأولى بالنسبة لهم هي الوالدين، ولهم النصيب الأعظم من التمرد. يلي ذلك المدرسون في المدارس. وللأسف، إن لم يفطن خدّام النشء لهذه الحقيقة، فقد يصنِّفهم المراهقون في خانة السلطة، فينالهم من التمرد ما ينالهم، ولا مجال للكلام عن الخدمة ونجاحها عندئذ. لذا علينا أن نتعامل مع هذا السن لا بطريقة الأمر والنهي والوصايا الجافة، بل بالإقناع والحجَّة التي تحترم عقلياتهم، وهي جديرة بالاحترام بلا أدنى شك عندي. وعن اختبار، فإن من ينتهج هذا المنهج معهم، مع كثير من الصبر وطول الأناة، يستطيع أن يساعدهم على اجتياز هذه المرحلة. ولنتحذر فالأمر، إن تراكمت الخبرة السلبية للمراهق عن السلطة، خاصة من خلال البيت والاجتماع، قد يصل إلى أن يكوِّن صورة سلبية عن الله فيتمرد المراهق على أموره!! نعم، لنتحذر.
-
على أن السمة الأكثر استخدامًا من العدو هي الآنية، أي الاهتمام بـ”الآن“ فقط. فالأولوية ليست للمستقبل، لا الزمني ولا الأبدي. والتأجيل، والاستهتار، والاستباحة؛ كلها مفردات غالبة في تلك المرحلة. ويجب ألا يغيب هذا الأمر عن ذهننا للحظة ونحن نخدمهم. لنذكِّرهم من المكتوب، ونعلمهم من الأحداث حولنا، أن العمر قصير، وأن اللحظة الحالية هي المناسبة لاتخاذ قرار اتباع المسيح، وأن الغد قد يكون متأخرًا جدًا.
-
والسمة التي نادرًا ما يُقِرّ بها الكبار عن المراهقين هي المثالية. فالمراهق يرى ضرورة الوصول لنسبة 100% في كل شيء يفعله أو يعرفه أو يراه! وكم صَدَمَت هذه السمة الكثيرين منهم في طريقهم مع الله، واستخدمها العدو محاولاً ردّهم عنه! فالمراهق يرى أنه لكي يسير في طريق الله يجب ألا يشوبه أية علّة نقص، ولأنه يجد أنه لا يستطيع ذلك فيفترض أنه لم يَصِر مؤهَلاً لطريق الله بعد. وحتى عندما يعرف المسيح مخلِّصًا شخصيًا له، فهو يسعى لإرضاء الله بمقاييسه الشخصية وبطريقته هو وليس بطريقة الله، فبالطبع يُصدم في فساده الذي لا بد وأن يكتشفه سريعًا، فيقنط ويقبع في مكانه أو يتقهقر خطوات. ولعل فهمنا لهذا الأمر يفسر لنا بعض مواقف للمراهقين يعسر علينا تفسيرها، كإقدامهم على الأمور الروحية ثم إحجامهم فجأة. وهنا علينا أن نضع عيونهم على الله وإمكانياته، ونعلِّمهم أنه: وإن كان فشلنا في أنفسنا هو أمر حتمي، فعمل الله يعلو فوق ذلك بالكثير.
-
وسمة علينا ألا ننساها هي الرغبة المستمرة في التغيير. وهي تتعارض في التوجُّه مع الكبار الذين يميلون للاستقرار والروتين وعدم التغيير. ولنصل إليهم علينا أن نكون متجدّدين في طرق تقديمنا وأساليب اقترابنا إليهم ومداخل كلامنا معهم.
-
والسمة التي لا يمكن إغفالها هي التماثل مع الأقران وضغط الجماعة. فالمراهق، نظرًا لما سبق ذكره، ولاصطدامه مع الكبار، لا يجد أمانه في مكان بقدر ما يجده في قبول مجموعة من أقرانه (أي من نفس عمره)، ولذا فهو مضطر لمشابهتهم، وهذا يشكل ضغطًا مستمرًا على قراراته، فيضطر أن يأخذ الكثير من القرارات بدون تفكير، لا لشيء إلا لأن المجموعة فعلت ذلك. والنصيحة يا إخوتي الأحباء ألا تحاولوا مقاومة هذه السمة مقاومة غير حكيمة، ولا تحاولوا التفريق بين المجموعات، فسياسة ”فرِّق تسد“ سياسة شيطانية لا تليق بقديسين. بل هيا لنقترب بكل الحب من المجموعات، محترمين اختيارهم لبعضهم. لكن في نفس الوقت لنلفت نظر كل واحد منهم لتميُّزه عند الله، وخطة الله الخاصة به. ولنعلمهم أن يبنوا أحدهم الآخر. ولنغرس فيهم ألا يقبلوا الخطأ ولو من أقرب صديق، فلا يشتركوا في أعمال الظلمة بل بالحري يوبخونها. ولنضع أمامهم الرب كالصديق الألزق من الأخ الذي لا يفارق ولا يخزي ولا يخزن. ولنجتهد أن نكون أصدقاء حقيقيين لهم.
فهم تحديات العصر
لعل الجزء السابق قد أوضح لنا سمات هذه السن وأعطانا صورة عن حجم المعاناة التي تُسبّبها هذه السمات. ولكن الجدير بالإضافة والالتفات الخاص، هو ما يميّز عصرنا الحالي وتأثيره على المراهقين.
-
لا بد وأننا جميعًا نعاني من الظروف الحالية التي تسود العالم حولنا، من انهيار اقتصادي، وبطالة، وكوارث صحية وطبعية، وانهيار المُثل العليا، وانقلاب الثوابت، وتردّي الأخلاق، وغياب القدوة، وشُحّ المصداقية والشفافية؛ وأكتفي بهذه القائمة الجزئية حتى لا أُثقل على القارئ همًٍّا على همٍّ. هذه الظروف، إذا أضفناها للمثالية (والتي بالطبع ترتطم بشدة بالواقع منشئة انفجارًا داخليًا في الشاب) والبحث عن الهوية (وأين لشاب - أو شابة - أن يبحث عنها؟)؛ يؤدّون إلى خلق المعادلة التالية:
الظروف الحالية + المثالية + البحث عن الهوية = إحباط
-
هم جيل يعاني الإحباط بشكل أفقدهم الدافع في كل شيء إيجابي: التعليم، المستقبل، والروحيات أيضًا. الأمر الذي يجب اعتباره ونحن نفسِّر تصرفاتهم، والتي يدين المجتمع الكثير منها، وبدلاً من كيل اللوم لهم فنزيد على إحباطهم إحباطًا، علينا أن نوجِّههم إلى مصدر الأمل الوحيد ومرساة النفس المؤتمنة؛ مقدّمين لهم الرب بإمكانياته العظيمة، واضعين السماء أمامهم كمحطّ الآمال. وعلينا أن نساعدهم بطرق عملية، قدر طاقتنا، على اجتياز هذا الوضع.
-
كما أن علينا إدراك اننا نعيش في عصر يسمونه، من ضمن ما يسمونه، بعصر السماوات المفتوحة. وطبعًا لا أقصد هنا تعبيرًا روحيًا، بل هو تعبير مجتمعي؛ يُقصد به نزع الحدود بين المجتمعات وحرية نقل الثقافة من مجتمع لآخر. فبينما كان كل مجتمع، قديمًا، يمكنه الحفاظ على سماته، ومنع ما يعارضها من الوصول إليه من المجتمعات الأخرى؛ لم يعد الأمر ممكنًا في عصر العولمة والفضائيات والإنترنت. ولنحذر، فكثير مما نطلبه منهم ليس إلا بعض ما نشأنا نحن عليه من متطلبات مجتمع محافظ، مجتمع عانى منه المراهق رفضًا فرفضه! دعونا بالأحرى نوجِّههم لمبادئ كلمة الله ببساطتها دون إضافات أو تأويلات من عندنا؛ فكلمة الله ثابتة ولها سلطان، أما تقاليد المجتمعات فلا يمكن نعتها بهذه الصفات. وإذ اعتبرنا تأثير السماوات المفتوحة، لننتقل للمعادلة التالية:
السماوات المفتوحة + الإحباط + الرغبة المستمرة في التغيير = مزيد من الآنية
-
أما النقطة التالية فيمكننا تسميتها تداعيات عصر السرعة. فكل شيء الآن يجري أسرع أضعافًا عما كان منذ عِقدٍ مضى. بل إني أرى العمر وقد أصبح يجري أسرع من ذي قبل!! انظر - مثلاً - لتصميمات السيارات ولشباب يقودها أو يتحدث عنها، وأنت تعلم معنى السرعة بالنسبة لهم. فكل ما يتطلب وقتًا أصبح غير مرغوب لديهم! وهذا زاد الأمر تعقيدًا كنتاج للمعادلة التالية:
تداعيات عصر السرعة + الآنية + ضغط الأقران = سطحية
-
والسطحية فخ أحكم العدو نصبه لإبعاد أجيال عن الأمور الهامة، بصفة خاصة ما يتعلق منها بعلاقة الإنسان بالله وبأبديته. ولا شك أن الأمر يحتاج منا صلاة وجهد وصبر، وإقناع وقدوة، وحوارات منطقية عاقلة، لنتعامل مع هذه الآفة الرهيبة.
-
ولا يفوتنا توفر مصادر المعلومات بشكل مذهل لم يكن من قبل؛ فما كنا نحن نحتاج إلى ساعات مع الموسوعات، أو على الأقل لمن يعرف ليخبرنا، أصبح الآن على بُعد ضغطة زر من إصبعه، بتوفر وتنوع لم يكن مثلهما في العصور الماضية مجتمعة! والعجيب أن هذه المعلومات لم تقضِ على السطحية كما قد نتوقع، بل اتحدت معها ممتزجة بالتمرد لتنشئ لنا المعادلة التالية:
توفر مصادر المعلومات + سطحية + التمرد على السلطة = ادعاء الفهم ورفض التعلم
-
ومن هنا نحن نحتاج أن نتعلم دائمًا، ولا نكتفي بما عرفناه، حتى نبقى قريبين وعمليين. ولنتخاطب بالعقل، فهم يقبلون من يحترم عقلياتهم ويسعى لإقناعهم لا لفرض مسلَّماته عليهم. علِّمهم دون أن تأخذ موقع السلطة. واسمح لي أن أقولها في أذنك: وتعلم منهم أيضًا!
-
أخيرًا يتميز عصرنا بالميل للراحة، في عصر زادت فيه وسائل الراحة وقَلّت الراحة نفسها! ولنحذر من المزيج المريع:
الميل للراحة + ادعاء الفهم + ضغط الأقران = بيع الغالي بالرخيص
-
وإذا لم ندفن رؤوسنا في الرمال، فسيمكننا أن نميز كيف يحدث هذا؛ من صفحات الجرائد، ومن الشوارع، والمدارس والمعاهد، بل وفي أضيق دائرة حولنا!! أين لنا بمثل قلب ذاك الذي قال يومًا «يا ليت راسي ماء وعينيّ ينبوع دموع فأبكي نهارا وليلاً»؟ وهل لنا بمثل همة ذاك الذي حتى «لا نكون بعد عارًا» شدّد الهمم مع الأيادي؛ فقام ومن معه وبنوا؟ «أنقذ المنقادين إلى الموت والممدودين للقتل. لا تمتنع! إن قلت: هوذا لم نعرف هذا؛ أفلا يفهم وازن القلوب وحافظ نفسك ألا يعلم؟ فيردّ على الإنسان مثل عمله» (أم24: 12، 13).
ملاحظات عملية
اسمح لي أن أختم ببعض ملاحظات عملية سريعة:
-
اعرف حجم المسؤولية الموضوعة على عاتقك؛ فهي ليست بالقليلة على الإطلاق. واعتمادًا على إمكانيات الله الذي دعاك، اعزم، بنعمة الرب، على تحمّلها. استجلب القوة من الشركة الدائمة مع سيدك. كن رجل صلاة، تعلَّم أن تتحدث مع الرب أولاً عن الشباب فردًا فردًا بالتفصيل، قبل أن تتحدث معهم هم عن الله. اعتمد على الروح القدس وليس على خبراتك السابقة، ففي كل حالة عنصر مختلف.
-
عبِّر عن محبتك للرب من خلالهم. قبل أي إعدادات وبرامج وتفاصيل، حبّهم وارغب من قلبك أن تعمل لأجلهم، وأوضح ذلك لهم عمليًا. حبّهم محبة من الطراز الإلهي، كما أُظهرت في شخص المسيح، وكما عبر عنها 1كورنثوس13. ولتكن محبتك غير سببية وغير مشروطة.
-
في عالم يغوص في الأرقام، وكم خذلته، اهتم بالقيمة الشخصية الفردية؛ فإلهنا يهتم بالفرد، ويدعو بالاسم، ويذهب أقصى المسافات ليصل إلى واحد. فأي التوجّهين هو توجهك؟! إن اخترت أن تقتدي بإلهك؛ فاعرف كل واحد: باسمه، وظروفه، وشخصيته، ومزاجه، واهتماماته. فسيساعدك ذلك كثيرًا على أن تصل إليه باحتياجه الحقيقي. اظهر له اهتمامًا خاصًا به كشخص، وبمشاكله وبآرائه. اسمعه، وكلمه، واعطه وقتًا كفوًا. ادخل عالمه واظهر اهتمامًا به، وتكلّم لغته ليقبلك ويفهمك. وكن متجدِّدا.
-
القدوة! وهذا ليس أمرًا اختياريًا؛ فشئنا أم لم نشأ، هم يتعلمون منا، إما الإيجابي أو السلبي. والقدوة أفضل سبل التعلم. لذا دعهم يروا فيك المسيح. اهتم بأن تنمو روحيًا، فيروا فيك التغير من مجد إلى مجد.
أخيرًا استودعكم لذاك القادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر؛ فهو الذي دعا، وهو الذي يعطي القدرة اللازمة، وهو الذي سيتمم لمجد اسمه الكريم في بركة هذه النفوس الغالية؛ نفوس الشباب.
الرب معكم
شريككم في خدمة السيد
عصام خليل