عدد رقم 1 لسنة 2009
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
رسالة من خادم إلى كنيسة  
إخوتي وإحبائي في المسيح..
 
أكتب إليكم كخادم للرب، أرجو أن يكون أمينًا، وأمنيتي أن تكونوا أنتم أيضًا أمناء في الوكالة التي أستودعها الرب بين أيديكم، وهي الاهتمام بقطيع الرب الغالي على قلبه. 
 
وأوجِّه حديثي بصفة خاصة للشيوخ بيننا، الأساقفة الذين عليهم أن يرعوا رعية الله التي بينهم نظارًا.  ونتذكر أنه في رسالة تيموثاوس الأولى، والتي تتحدث عن الترتيب الصحيح في كنسية الله، أفرد الرسول فقرة كاملة للحديث عن الأساقفة في الكنيسة، ومن هذا ندرك أن الحالة الروحية الصحيحة للكنيسة تتوقف إلى حد كبير على حالة القادة فيها.
 
وأما الموضوع الذي أكتب إليكم عنه فهو بخصوص أولادنا الشباب.  الشباب الذين هم أغلى من لنا هُنا، والذين يُقال عنهم إنهم نصف الحاضر وكل المستقبل.  علينا أن نتذكّر أن فرصة وجود الشباب معنا، ولا سيما مرحلة الشباب الباكر، يجب الاستفادة منها على أفضل وجه، قبل أن يُغَرِر بهم من لا يرحم، ويغريهم على الذهاب إلى الكورة البعيدة مع من لا يرحمون، وحيث ينتهي بهم المآل إلى مراعي الخنازير، والهلاك جوعًا.  عندئذ تتم فينا الكلمات الخطيرة التي قالها الرب لحزقيال النبي: «الشرير يموت بذنبه.  أما دمه فمن يدك أطلبه» (حز33: 8).
لا شك أن فرصة وجود الشباب فيما بيننا، بقلوبهم الغَضّة، وذهنهم المتوقِّد، وطاقاتهم الكبيرة، وإمكانياتهم الهائلة؛ هي فرصة عظيمة لا يجب أن تفلت منا.  قد يتحول بعضهم إلى خدّام للمسيح، يضيفون الكثير إلى رصيد الشهادة لله.  ففي هذه السن لمع إيمان يوسف، وداود ويوشيا وتيموثاوس، وآخرين كثيرين، كانوا بركة لشعب الله في زمانهم وكل زمان.  ولكن قد ينحرف بعضهم وراء الشيطان، فيسببوا لأنفسهم الأذى، ولعائلاتهم انكسار القلب، وللشهادة الخذلان.
 
*  *  *  *  *

لكن الشباب ليس فقط طاقة هائلة وفرصة عظيمة، لكنهم أيضًا يعانون من مشكلات كثيرة، وصراعات داخلية.  نحن لا ننسى ما عانيناه في سني الشباب، أما هم فأيامهم أصعب، وشرّها أكثر.  فهناك العديد من التيارات الكفرية التي تحيط بهم، وهناك صحوة دينية إنغلاقية تبعد النفوس عن المسيح، وهناك - بالإضافة إلى ما سبق - ثورة تكنولوجية إباحية لا مهرب منها إلا بالتقوى الحقيقية لا الصورية.  فماذا نحن فاعلون مع أولادنا؟  لنتذكر القول الخطير: «الشرير يموت بذنبه.  أما دمه فمن يدك أطلبه» (حز33: 8).

إن علينا مسؤولية عظيمة لأن نرعى شبابنا ونهتم بهم.  لما طلبت العروس في سفر النشيد أن تلتقي حبيبها، لتتمتع بالقرب منه، أجابها بالقول: «اخرجي على آثار الغنم، وارعي جداءك (الصغار) عند مساكن الرعاة» (نش1: 8).  وكأنه يقول لها: أُقَدِّر لك رغبتك في الوجود بالقرب مني، ولكن في عهدتك غنيمات قليلة، فاحرصي كذلك على الاهتمام بها، وإطعامها.  وفي العهد الجديد طلب الرب من بطرس، على مسمع من باقي التلاميذ، في ما يمكن أن نسميه وصية الوداع: ”أ تحبني؟...  ارعَ غنمي“.  بمعنى إن كنت تحبني حقًا يا بطرس، فإني أعهد إليك بحملاني الصغار لكي تطعمها وتعتني بها. 
من كل هذا يجب علينا أن نسأل أنفسنا:
هل نحن، ككنيسة، نهتم بالنشء الصغير؟ 
هل لنا تواصل حقيقي معهم؟ 
هل رتبنا أن نعمل لهم زيارات لرعايتهم ومعرفة أحوالهم؟ 
وإذا لم يكن لدينا نحن أنفسنا الوقت المتسع لنقوم بزيارة كل واحد من الشباب على حدة، فهل نهتم بأن نقف معهم ونتحدث إليهم، ونشعرهم بقربنا منهم، أم أننا نبني الجدار الفاصل بيننا وبينهم؟ 
نحن نشكر الرب لأن لدينا اجتماعات بصفة منتظمة، ولكن هل نهتم بحضور الشباب هذه الاجتماعات، ليشبّوا في جو القداسة والحق؟  أم أننا لا نلاحظ وجودهم من الأساس؟
وإن كان حضورهم هذه الاجتماعات يعنينا، فماذا نفعل لتحقيق ذلك؟  هل التوبيخ والتعنيف والنقد هو الأسلوب الأمثل لتحقيق ذلك، أم أننا تعلمنا من معلِّمنا الصالح طريقًا أفضل لربحهم؟
ثم هل نهتم بأن يكون لهم اجتماعات خاصة بهم، تلبّي احتياجاتهم بصورة مباشرة؟  وإذا لم نكن نحن أنفسنا مؤهَّلين، لسبب أو لآخر، أن نفعل ذلك بأنفسنا، فهل نشجع من يستطيع على ذلك، وندفعه إليه، ونراقب ما يحدث بحيث نكون قريبين منهم قدر المستطاع؟
هل نفكِّر كقادة في كنيسة الله: ماذا سيفعل الشباب في الإجازة الصيفية الطويلة؟  هل ندعهم لأصدقاء الدراسة؟  هل نتركهم للفراغ القاتل؟  أو للتسكع على غير هدى؟  هل نأمن عليهم لو تركناهم دون رعاية من شرور الشبكة العنكبوتية التي تصيد من يقع تحت طائلتها، كما تقع الذبابة، في الشبكة التي ينسجها العنكبوت، لحتفه؟
*  *  *  *  *
 
وإني أتساءل: لماذا ذكر الرسول بولس أنه من ضمن شروط الأسقف في الكنسية أن يكون متزوجًا ”بعل امرأة واحدة“، وأن يكون ”له أولاد في الخضوع بكل وقار“؟  ما العلاقة بين خدمة الأسقف في كنيسة الله، وكونه رجلاً ناجحًا في بيته، يعرف أن يدبر بيته حسنًا، حتى إن الرسول بولس جمع بين الأمرين في عبارة واحدة إذ قال: «ولكن إن كان لا يعرف أن يدبِّر بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله؟» (1تي3: 5). 
الإجابة البسيطة هي أن الأسقف ينبغي أن يكون له تدريب في الدائرة الأضيق، وهي دائرة البيت، وأن يكون قد سبق له أن تعامل مع أولاده في مراحلهم العمرية المختلفة، كالطفولة والصبوة والحداثة والشباب، وأدرك كيفية التعامل باللطف والحزم في آن معًا لربحهم.  ومن هذه الرابطة نعرف أن على الأساقفة في كنيسة الله ملاحظة كل أفراد الكنيسة، على مختلف مراحلهم، بروح أبوية، وأن يتعاملوا بالحكمة مع كافة الأطياف. 
*  *  *  *  *
أنا لا أجهل، ولا أتجاهل، أن هناك فجوة بين الأجيال.  ولكن دعنا لا ننتظر حتى يأتي الشباب إلينا، فعبور هذه الفجوة هو مسؤوليتنا نحن الكبار.  هلاّ لاحظنا كيف يُختم سفر ملاخي، بل وكل العهد القديم؟  إنه يُختم بعبارة: «ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبي...  فيرد قلب الآباء على الأبناء».  هذا يأتي أولاً.  ثم بعد ذلك يقول: «وقلب الأبناء على آبائهم» (ملا4: 6).  هذا معناه أن عبور هذه الفجوة هو مسؤولية الآباء أولاً!
أحبائي: ليس الخطر ألا يفكر الشباب بطريقتنا، بل الخطر هو أن ينحرفوا عن المكتوب. 
اختلافهم عنا لا ينبغي أن يزعجنا، فهذا شيء وارد، وآثاره محدودة؛ أما انحرافهم عن الحق الإلهي الوارد في المكتوب فهو الذي ينبغي أن يقلقنا حقًا.  وبالصلاة المستمرة من أجلهم، وبالصوم إن لزم، وبالقدوة الصالحة، والتحريض في جو المحبة؛ نقودهم إلى الطريق الصحيح، ونحبِّبهم في المسيح. 
بالإجمال علينا أن نقبل الشباب كما هم، ثم نحاول أن نرتقي بهم (انظر مرقس 10: 21).  إنهم يحتاجون من يحتويهم ويحبهم، ويعتني بهم.  يقبَلهم أولاً بما فيهم من عيوب، من ثم يسعى لبركتهم وخيرهم الأبدي والزمني. 
 
وفي رسالة تيطس، وهي واحدة من الرسائل الراعوية، يقول الرسول لابنه تيطس: «فتكلم أنت بما يليق بالتعليم الصحيح».  ثم يتجه ليحدِّثه عن كل فئة من فئات عائلة الله، ليس فقط العجائز والأشياخ، بل أيضًا الحدثات والأحداث.  ويقول له: ”عظ الأحداث“ (تي2: 6).  فهل نعتبر هذه الآية جزءًا من الكلمة المقدسة، ونسعى لتنفيذها، أم أننا نسيناها أو تناسيناها؟

*  *  *  *  *
وهل أذكِّركم برغبة المسيح القديمة الجديدة: «دعوا الأولاد يأتون إليَّ ولا تمنعوهم».  هنا أيضًا نجد أن هناك مسؤولية علينا، وهي مسؤولية مزدوجة: مسؤولية إيجابية ومسؤولية سلبية.  من الجانب السلبي علينا أن ”لا نمنعهم“، كما فعل التلاميذ في ذلك اليوم؛ ولكن عدم المنع ليس هو كل ما يطلبه الرب يسوع المسيح منا، بل إنه يقول أيضًا ”دعوهم يأتون إليَّ“.  وعلينا أن نبذل كل جهد وتشجيع، لدعوتهم للإتيان للمسيح.
بادئ ذي بدء علينا أن ننشغل بحياتهم الأبدية، كقول الحكيم: «فاذكر خالقك في أيام شبابك» (جا12: 1).

والذين منهم عرف الرب كالمخلِّص، علينا أن نشجِّعهم على حياة التكريس للرب.  لنتذكر مثلاً يوشيا الملك المكرَّس للرب، منذ صباه. 
ومن الأهمية القصوى أيضًا أن نحثّهم على دراسة الكتاب المقدس.  لنتذكر تيموثاوس الابن الصريح في الإيمان، وكيف كان يعرف الكتب المقدّسة منذ الطفولية، وهي قادرة أن تحكِّمه للخلاص.

وعلينا أن نحضَّهم على حياة التقوى، رغم الوسط الفاسد الذي يعيشون فيه.  ولنتذكر على سبيل المثال يوسف الشاب الطاهر، الذي لمعت تقواه وهو غلام (تك37).  وكذلك دانيآل الذي - وهو بعد فتى - وضع في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه (دا 1). 
وحبّذا لو أننا شجعناهم على خدمة الرب.  فإنه «جيد للرجل أن يحمل النير في صباه» (مرا 3: 27).  وقائل هذه الكلمات هو النبي إرميا، الذي دعاه الرب لخدمته، وهو بعد ولد (إر1: 6، 7). 

*  *  *  *  *
وسأحاول فيما تبقى لي من مساحة أن أتحدث إليكم عن إحدى الصور الكتابية التي تساعدنا في تكوين فكرة عن دور الكنيسة في الاعتناء الراعوي بأفراد عائلة الله.  ولا يمكنني أن أجد صورة تساعدنا على ذلك أفضل من صورة المرأة الفاضلة التي خُتم بها سفر الأمثال.  ويمكننا في التطبيق أن نأخذ من المرأة الفاضلة صورة للكنيسة المحلية، ولا سيما لخدمة الأساقفة والنظار فيما بيننا. 

يقول الحكيم عن هذه المرأة الفاضلة: «بها يثق قلب زوجها»، وذلك لأنها تتصرف دائمًا حسنًا.  ألا يذكِّرنا هذا بما قاله الرسول بولس لابنه تيموثاوس: «لكي تعلم كيف يجب أن تتصرف (أو: كيف ينبغي أن يُتصرف) في بيت الله، الذي هو كنيسة الله الحي، عمود الحق وقاعدته» (1تي3: 15). 
ثم يقول: «تصنع له خيرًا لا شرًّا كل أيام حياتها».  لقد كرست نفسها لأموره.  أليس هذا هو دور كنيسة الله؟  هل لنا ككنيسة دور آخر سوى أمور المسيح في هذا العالم؟  أم إننا نعيش لشيء آخر؟ 

لقد أوجد الله من الناس الخطاة كنيسة للمسيح، ينبغي أن تتحلى بكل الصفات الرائعة التي تُمَيِّز المرأة الفاضلة.  وهذه إن كان ثمنها يفوق اللآلئ، فإن الكنيسة أيضًا قدَّرها المسيح بلؤلؤة واحدة كثيرة الثمن، حتى إنه مضى وباع كل ما كان له، واشترى تلك اللؤلؤة (مت13: 46).  ألا يستحق إذًا تكريس قلوبنا وخدمتنا في هذا الوقت القصير؟  أوَليست خدمته وسط قطيعه، وبيوت قديسيه، ولا سيما النشء الصغير، وهم أعظم استثمار لنا؛ ينبغي أن يُوضع على رأس أولويات كل الأتقياء والروحيين في كنيسة الله؟ 

والمرأة ”الفاضلة“ تعني في العبري: المرأة ”جبارة البأس“.  فهي نفس الكلمة العبرية التي تُرجمت في خروج 18 رجال ”ذوي قدرة“.  فمع أنها الإناء الأضعف، لكنها امرأة مقتدرة. 
وفي هذا السياق أيضًا وُصفت العروس في سفر النشيد، ليس فقط بأنها مشرفة مثل الصباح، جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، بل هي أيضًا ”مرهبة كجيش بألوية“ (نش6: 10).
إني أتوجَّه إلى كنيسة المسيح اليوم وأسأل: هل حقًّا أنتِ جبارة بأس؟  وهل أنت مرهبة كجيش بألوية؟
وهل نشتاق نحن ككنائس محلية أن ينطبق علينا هذا الوصف الجميل؟
إن من يدرس أمثال 31 يكتشف كم هذه المرأة الفاضلة فعلاً جبارة بأس.  إنها مدينة متكاملة، فيها كل المرافق.  فيها المصانع والمتاجر، فيها المشاغل والسفن، فيها المزارع والحقول، فيها محطة توليد الكهرباء، وفيها رجال الأمن النظام.
كيف استطاعت هذه المرأة الفاضلة، جبارة البأس، أن تجد وقتًا لهذه القائمة الطويلة من المهام؟  أعتقد أنه يستحيل عليها أن تعمل كل هذه الأمور كل يوم، ولكن على الأقل هذا توجّهها من جهة زوجها وأولادها، من جهة بيتها.  وهذا موقفها من نحو العمل، ومن نحو المسكين، من جهة الخارج والداخل.  إنه توجُّه تراعي فيه مصالح زوجها وبيتها. 

ولكننا سنتحول الآن لكي نتأمل في جانب مهم من نشاط المرأة الفاضلة، وهو تعاملها مع ”أهل بيتها“.  لقد ورد ”أهل بيتها“ في هذا الوصف الرائع ثلاث مرات في ثلاث آيات كالآتي.
 
  • «وَتَقُومُ إِذِ اللَّيْلُ بَعْدُ وَتُعْطِي أَكْلاً لأَهْلِ بَيْتِهَا وَفَرِيضَةً لِفَتَيَاتِهَا» (ع15). 
  • «لاَ تَخْشَى عَلَى بَيْتِهَا مِنَ الثَّلْجِ لأَنَّ كُلَّ أَهْلِ بَيْتِهَا لاَبِسُونَ حُلَلاً» (ع21).  
  • تُرَاقِبُ طُرُقَ أَهْلِ بَيْتِهَا وَلاَ تَأْكُلُ خُبْزَ الْكَسَلِ» (ع27).
بعضنا يعرف أن هذه الأقوال وردت شعرًا، في قصيدة أبجدية، تتكون من 22 بيتًا بعدد الحروف الأبجدية العبرية.  والقصيدة الأبجدية تعني أن الآية الأولى تبدأ بالحرف الأبجدي العبري الأول، والبيت الثاني بالحرف الأبجدي الثاني وهكذا.  وهذه الأبيات التي تتحدث عن ”أهل بيتها“، وردت في الأبيات السادس والثاني عشر والثامن عشر، والتي تبدأ بالحروف الواو واللام والصاد.  ودون الدخول في مزيد من التفاصيل نقول إن هذه الأبيات التي تتحدث عن ”أهل البيت“ تحمل الرقم 6 ومضاعفاته.  وإذا كان رقم 6 هو رقم الإنسان ورقم الشر ورقم التعب، فلقد علمت هذه المرأة الفاضلة أنه على رأس أولوياتها أن تهتم بالإنسان في البيت، وليس فقط بالحقل والتجارة.  فأهل البيت معرَّضون لشرور كثيرة من هذا العالم، والاعتناء بهم ليس أمرًا سهلاً بل متعبًا، ولكن حبذا التعب!  ففي الأبواب، عندما نقف أمام كرسي المسيح، سيمدح الرب كل من تعب في هذا المجال الأهم. 

يتحدّث البيت الأول في هذه الثلاثية عن سهر تلك المرأة الفاضلة، لتعطي الطعام لأهل البيت.  وهذا صورة لسهر خدام المسيح في دراسة كلمة الله، ليكون هناك طعام يقدم للقديسين. 

ثم يتحدث البيت الثاني في هذه الثلاثية عن لبس أهل بيتها: «لا تخشى على بيتها من الثلج، لأن كل أهل بيتها لابسون حللاً».  وفي الترجمة اليسوعية يقول: ”حللاً مضعفة“، أو مضاعفة، وفي الترجمة التفسيرية وكذا ترجمة درابي الإنجليزية: ”لابسون حللاً قرمزية“، وهو لون يُعبِّر عن العزّ، ويتناسب مع البرد، ويقي منه. 

وفي البيت الثالث يرد القول: «تراقب طرق أهل بيتها، ولا تأكل خبز الكسل».  إنها تراقب: هل الكل يسلك كما يليق؟  أم أن هناك سلوكًا معيبًا في واحد منهم؟  لو حدث هذا سيجلب العار على كل أفراد البيت، ولا سيما على رب البيت؟  أليس هذا هو بعينه الاعتناء التقوي ببيت الله، وبيوت كل واحد من القديسين. 
إن هذه المرأة الفاضلة ضمنت لبيتها أن لا جوع، ولا برد، ولا انحراف. 
وهذا هو عمل الرعاة والمعلمين والأساقفة. 

إن عمل الرعاة والوعاظ في الكنيسة هو تقديم الطعام لشعب الرب.  وعمل المعلمين بيينا أنهم يُفَصِّلون كلمة الحق بالاستقامة، ويُلْبِسون شعب الرب حللاً مضاعفًا نسجها، حللاً متينة ليست سهلة التمزيق، وبالتالي فلا خوف عليهم من البرد.  وأخيرًا فإن عمل النظار والشيوخ هو مراقبة طرق المؤمنين. 
فيا ليت الرب يقيم فيما بيننا مثل هؤلاء الذين سرورهم مجد المسيح وبركة وخير المؤمنين. 
مع صلواتي.
المحب في المسيح
 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com