عدد رقم 4 لسنة 2004
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس   من سلسلة: على المرصد

في هذا العدد نستكمل جولتنا مع الأحداث لنتعرف على آخر أخبار الكرة الأرضية:

العلامات الاقتصادية

يسير اقتصاد العالم في القرن الذي نعيش فيه الآن في منحدر خطير، وتعاني معظم دول وشعوب العالم من انهيار في بنيانها الاقتصادي.  ويرجع هذا إلى عوامل كثيرة مثل ازدياد نسبة البطالة مما أدى إلى الكساد وعدم الاستقرار على المستوى المحلي والعالمي.

وبغية الخروج من هذه الأزمات المتلاحقة، يسير العالم الآن في الاتجاه نحو العولمة globalization، أي تركيز وتجميع كل شيء في دولة واحدة أو مجموعة من الدول تكون لها اليد الطولى في تحكمها في اقتصاديات الدول والشعوب، وسيأتي وقت فيه يتقلص دور الدولة وتتمركز السلطة في شخصيات مُحدَّدة على مستوى العالم.

ويُعتبر ميلاد اليورو (العملة الأوربية الموحدة) وسرعة تداوله على مستوى العالم حدث هام في طريق توحيد أوربا التي يزداد نفوذها يوماً بعد يوم، وسيأتي وقت فيه تسيطر على اقتصاديات جميع الدول.  وفى طريق الهيمنة على العالم تم بالفعل اختراع جهاز ضخم، وتم تجهيزه في بروكسل ببلجيكا ويُسمَّى:

"السوبر كومبيوتر"

وبفضل السوبر كومبيوتر فإن الشخص الذي يسيطر على العالم يكون لـه القدرة أن يعرف جميع البيانات والإحصاءات الخاصة بكل مواطن في العالم، وسيكون التعامل في كل أنحاء العالم بدون عملات أو أوراق نقد، حيث تُسجَّل ممتلكات كل شخص على الكومبيوتر.  ولقد تم تجهيز هذا الجهاز الضخم الآن في بروكسل، والمُسمَّى "سـويفـت" "S.W.I.F.T"، وهناك أجهزة ملحقة تُسجِّل ممتلكات كل شخص في أنحاء العالم.  وستتمخَّض كل هذه الجهود بظهور شخصية يكون لها اليد الطولى في السيطرة على العالم كله تُسمَّى: «بالوحش الطالع من البحر» (رؤ13).  ونرى ظلاً لهذه الشخصية في كل مراحل التاريخ الغابرة، فمثلاً أدولف هتلر النازي الألماني كان يتطلَّع إلى السيادة على العالم كله، وكثيرون غيره مثل نابليون بونابرت، ونبوخذنصر، والإسكندر الأكبر، والقياصرة. وسيسعى الشيطان جاهداً في نشاطه وتحركاته إلى أن تسود الظلمة الأدبية العالم كله.  ولا سيما أوربا التي سَطَع عليها مرة نور الإنجيل، الدول التي تُعْرَف باسم العالم المسيحي، وسيستخدم الشيطان شخصية منظورة تتميَّز بالقوة والعنف، هذا هو: «الوحش الطالع من البحر»، رأس الإمبراطورية الرومانية العائدة إلى الحياة.

هذه الشخصية ستُخْضِع العالم بالقوة العسكرية، وستَخْضَع لـه كل ممالك أوربا حيث سيتمتع بنفوذ سياسي قوى يمتد إلى كل العالم، وقدرة هائلة مستمدة من الشيطان.  على أن فترة حكمه وسيادته وسلطانه لا تزيد عن 7 سنوات.  وفي تلك الأيام الصعبة ستُسلب حرية الإنسان عندما يُسْتَعْبَد للعبادة الوثنية ويُقدِّم السجود للوحش.

وأنت يا أخي إذا لم تقبل المسيح رباً وفادياً ومخلصاً ستقبل في يوم قادم الوحش وتسجد لـه، وإذا لم تُصدِّق أقوال الله الصادقة –الحق المُعْلَن في الكتاب المقدس- ستُصَدِّق الكذب والضلال.

بجوار مبنى الأمم المتحدة بنيويورك حُفرت كلمات إشعياء النبي التي كتبها سنة 700 ق0م: «يطبعون سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل.  لا ترفع أمةٌ على أمةٍ سيفاً، ولا يتعلَّمون الحرب في ما بعد» (إش4:2).  والمعروف أن هذه المنظمة العالمية أُنشئت سنة 1945م ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يأتِ الوقت الذي فيه تحوَّلت السيوف والرماح إلى أدوات للزراعة، لأن العالم يتجه دائماً إلى التسليح والحرب؛ وسيبقى الحال على ما هو عليه بل وأسوأ إلى أن يأتي الرب يسوع  رجاء الأمة وأمل الشعوب، سيأتي وقت وذا قريب، فيه يُحرِّر الأرض من المَعَاثِر وفَعَلَة الإثم، ويُقيِّد الشيطان ويطرحه في الهاوية لمدة ألف سنة ويملك المسيح ونملك نحن معه ويتم قول إشعياء السابق.  في ذلك الوقت السعيد ستنتهي مُعاناة البشرية ويعم السلام والرخاء العالم كله .

    عزيزى القارئ ..

إنني أُخبرك أنه بسبب التدهور المستمر لاقتصاد العالم سيرتفع مؤشر الأسعار بصورة مزعجة ولا سيما في مجال الاحتياجات الأساسية، وسيأتي الوقت الذي فيه يتم القول: «ثُمنية قمح بدينارٍ، وثلاث ثماني شعير بدينار» ( رؤ6:6)، من هنا تنتظر العالم مجاعة رهيبة.  والأسوأ من ذلك أن العالم سيجتاز أيضا مجاعة روحية في كل مكان بعد اختطاف الكنيسة، وسيفتقر الناس إلى استماع كلمة الرب؛ وأشار إلى ذلك عاموس النبى: «هوذا أيام تأتي، يقول السيد الرب، أُرسل جوعاً في الأرض، لا جوعاً للخبز، ولا عطشاً للماء، بل لاستماع كلمات الرب.  فيجُولون من بحرٍ إلى بحرٍ، ومن الشمال إلى المشرق، يتطوَّحون ليطلبوا كلمة الرب فلا يجدونها» (عا 11:8-12).

قال الرب يسوع: «أنا هو خبز الحياة.  مَنْ يُقبل إليَّ فلا يجوع، ومَنْ يؤمن بي فلا يعطش أبداً» (يو35:6).  وأنت إذا رفضت الإيمان بابن الله لا يتبقى لك سوى العطش والجوع من كل نواحيه، وإذا ضاعت منك فرصة الرجوع للمُخلِّص ستقع فريسة بين مخالب الضيقة وآلامها المريرة. 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com