عدد رقم 4 لسنة 2004
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
كلمته وعرش نعمته  

«التقوى نافعة لكل شيء، إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة ..
 اهتم بهذا.  كُنْ فيه، لكي يكون تقدمك ظاهراً في كل شيء»
(1تي 8:4،15)

لم يكن من السهل على "مستر هدسون تايلور" أن يجد وقتاً للصلاة الفردية ودراسة الكلمة لانهماكه في الخدمة، ولكنه كان يعلم أنهما أمران جوهريان لا غنى عنهما.  وولداه يتذكران المنزل الفقير الذي كانا يقطناه مع أبيهما إبَّان وجودهم في شمال الصين.  كانا يفترشان ركناً في حجرة واسعة، وكان والدهما يفترش ركناً آخر تفصل بينهما ستارة رقيقة.  وعندما يخيِّم الليل البهيم جالباً معه قدراً من الهدوء كانا يسمعان صوت إشعال عود ثقاب، ثم يريان لهب شمعة يتراقص في الظلام.  إذ ذاك كانا يَعْلَمان أن أباهما، مهما كان مُتعَباً من جرّاء العمل والخدمة طوال اليوم، مُنْكَبٌّ على دراسة كتابه المقدس الذي لم يكن يفارق يده.  ثم من الثانية إلى الرابعة صباحاً كان يقضي فرصة للصلاة الفردية، وهو الوقت الذي كان من غير المحتمل أن يقاطعه فيه أحد.

إن ضوء الشمعة الخافت علَّم ولدي تايلور عن الصلاة السرية أكثر من أي كتاب قرآه، أو عظة سمعاها.  لقد كان درساً حياً عن أهمية دراسة الكتاب والصلاة السرية.

ولعل أصعب ما يقابل المُرْسَل في عمله -كما كان مستر تايلور- هو أن يجد وقتاً للدراسة المنتظمة للكتاب في روح الصلاة.  وكان دائماً يقول: "الشيطان سيجد لك حتماً شيئاً لتفعله في سبيل أن يُعطِّل دراستك للكلمة".  وكان تايلور يقدِّر جداً الكلمات الثمينة التي كتبها أحد رجال الله -أندرو موراي- الذي قال: "أعطِ الله وقتاً ليعلن لك فيه عن ذاته.  وامنح نفسك وقتاً للسكون والهدوء قدامه.  اقبل تأكيد الروح القدس بحضوره معك، ولتعمل قوته فيك.  اقض وقتاً في قراءة الكلمة كما لو كنت في حضرته، فمن خلالها ستعرف ما يطلبه منك وما يعدك به.  دع الكلمة تخلق حولك وفيك، مناخاً مقدساً، ونوراً سماوياً قدسياً؛ به تنعش نفسك وتتقوى للقيام بمتطلبات الحياة اليومية".

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com