عدد رقم 6 لسنة 2006
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
يوسف والطريق إلى النصرة - 2   من سلسلة: تأملات عملية في تكوين 39

نتابع بمعونة الرب ما بدأناه في العدد السابق من تأملات عملية في تفصيلات نُصرة يوسف علي «شهوة الجسد» في التجربة الشهيرة التي واجهته وهو في مطلع شبابه الباكر في بيت فوطيفار.  وكنا قد تحدثنا عن القداسة وأولويتها، وعقدنا مقابلات بين تكوين 38؛ تكوين 39 وتوقفنا أمام توقيت التجربة، وحُسن الصورة والمنظر، ومغزى رفع امرأة فوطيفار عينيها إلى يوسف، ودور العين والأذن في هذا النوع من الخطايا.

أحبائي: إن كل ما يسميه العالم "حُبًا" في العلاقة بين الجنسين، يؤسفنا أن نقول إنه لا يخرج أبدًا عن هذا الإطار: الرغبة في مُتعة ”المحب“ (لا المحبوب)، وامتلاك المحبوب، وتحقيق شهوات ونزوات "المحب"، فأي حب هذا؟  إنها محبة جسدية مرفوضة في دائرة الإيمان.  إنه نفس نوع "محبة" أمنون الشرير لأخته «ثامار» (2صم13) وهي محبة مدمرة لكل من ”المحب“ و”المحبوب“ معًا.

وهنا نتوقف لنقول: إنه غير مصرح قط بدخول الحب كطرف ثالث بين الجنسين بعيدًا عن الارتباط الرسمي، وهذا هو صمام الأمان الإلهي الواضح في كلمة الله؛ ففي أول قصة زواج في الكتاب المقدس، وردت في نفس هذا السفر (تكوين24) يقول الكتاب عن إسحاق ورفقة في آخر عدد في الإصحاح: «فأدخلها إسحاق إلى خباء سارة أمه، وأخذ رفقة فصارت له زوجة (أولاً)، وأحبها (ثانياً) فتعزى إسحاق بعد موت أمه» (ع67).  كما أنه لا توجد صداقة منفردة بين الجنسين بعيدًا عن الارتباط كذلك (نش5: 16)، فتقول العروس عن عريسها «هذا حبيبي (أولاً)، وهذا خليلي (أي صديقي ثانيًا)».

كما أن المحبة الصحيحة التي نتعلمها من الله في كلمته هي محبة العطاء والبذل، فالله عندما أحبنا أرسل ابنه كفارة عن خطايانا، والمحبة الصحيحة هي محبة تاعبة لأجل المحبوب كما أنها عمل إرادي وليست شعورًا لا إراديًا.
إن ما يُسمّى في العالم ”بالحب“ ليس إلا ”هوى“ و”شهوة“ ورغبة أنانية في امتلاك الآخر والاستمتاع به نفسيًا وجسديًا.  أما المحبة الصحيحة فهي عمل إرادي مطلوب من الرجل أن يظهره لزوجته «أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضًا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها» (أف5: 25).

ليت كل شاب وشابة سقط في غواية العلاقات العاطفية يدرك أنه (أو أنها) مغرَّر به، وأن الشهوة نار تقضي علي كل المحصول (أي31: 12) وستحرق صاحبها أولاً (أم6: 27) ستؤذيك وتؤثر سلبيًا علي عقلك ومشاعرك وإرادتك، ودراستك إذا كنت طالبًا، وستؤدي بك إلى الهلاك الأبدي لو لم تكن مؤمنًا حقيقيًا بالمسيح، وستدمر شهادتك وتنهي تأثيرك لو كنت مؤمنًا مهزومًا.

إن الضعف الواضح في شهادتنا في هذه الأيام، يرجع جزء كبير منه إلى التهاون مع هذه الأمور.  فليتنا من القلب نتوب، وبنشيد العودة، ودموع التوبة إلى الرب نرجع ونقطع القيود، نتقدس للرب .. وننتظر البركة بعد ذلك.
بهذا نعرف الفارق الشاسع بين المحبة الجسدية ودوائرها، والمحبة الصحيحة ونطاقها.

***

وقبل أن نواصل التأمل الهادئ والتحليل الدقيق لهذا الأصحاح الهام (تك39) فإننا نهيب بالقارئ العزيز- مرة أخرى- أن يطالعه أولاً بروح الصلاة، وفي خشوع مقدَّس، قبل أن يسترسل معنا في تأملات هذا المقال.
فأبَـى

يقول الوحي:«وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت: اضطجع معي.  فأبى ...» (ع7، 8).  وهذه الكلمة الصغيرة في حجمها، العظيمة في معناها، كانت هي أول رد فعل ليوسف أمام أول محاولة من المرأة الشريرة.  كما كانت رد فعل سريع (لاحظ الفاء والتي تفيد السرعة).  كما وأنها رد حاسم وقاطع؛ «فأبى».  والواقع فإن الرفض القاطع والحاسم والسريع، ومن أول مرة، هو صمام أمان كبير ضد السقوط في هذه الخطية.  «إن قدرة الله قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى» في عهد النعمة الحاضر (2بط 1: 3)، وفي العهد القديم تكررت هذه الكلمة العظيمة «أبى» ثلاث مرات.

هنا يوسف أبى أمام شهوة الجسد.  ومن بعده موسى «أبي أن يدعى ابن ابنهّ فرعون مفضلاً بالأحرى أن يُذل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية» (عب 24:11، 25)، بإزاء تعظم المعيشة. ثم تلاهما أليشع الذي ألحَّ عليه نعمان بعطاياه المادية إزاء خدمته له، «فأبي» ضداً لشهوة العيون.  فأي عذر لنا نحن اليوم وكل قدرة الله لحسابنا بشكل أعظم مما أتيح لهؤلاء الأتقياء في القديم؟ 

ما أحوجنا إلى «عزم القلب» (أع11: 23 ) منذ بداية رحلة الإيمان، ومن بداية العمر.  كم نحن في اشتياق لأن نرى بيننا شباباً هم في الواقع رجال يعرفون أن يقولوا ”لا“ بكل العزم والحسم لمجد الرب.  «وأما دانيال فوضع في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه» (دا 1 : 8).  إن البدايات عادة ما تحدِّد النهايات.  وهذه البداية المشّرفة والمشجعة كانت هي البُشرى الأولية أن يوسف سينتصر.

الاستعداد قبل التجربة
يخطئ من يظن أن النُصرة والنجاح يأتيان فجأة، إنه ليس أن نعيش كما يحلو لنا، ثم عند وقت التجربة نصرخ إلى الرب ونحن تحت ضغط نفسي وعصبي شديد لعله ينقذنا؛ والمؤسف أننا كثيرًا ما يكون هذا مسلكنا، والنتيجة أننا قليلاً ما نختبر النصرة.  لكن يوسف يبدو أمامنا هادئًا وواثقًا، الأمر الذي يؤكد، أنه إن كانت المرأة الفاجرة قد سبقت هذا الموقف بإستعداد مؤكد، هو تركها للأهواء وللأفكار النجسة تسيطر عليها بلا رادع، وبلا عقل يحسب النتائج، وما أخطر أحلام اليقظة والهوى!  نقول إن كانت المرأة استعدت لسقطتها، فإن يوسف كان مستعدًا للنصرة بالشركة القوية مع الرب.

أحبائي: إن امتحان عمق شركتنا مع الرب قد لا تكشفه خدماتنا، وعبادتنا، ونشاطاتنا لكن تكشفه بكل تأكيد التجارب التي تأتينا، وفي توقيت غير متوقع!  إننا نُكشف على حقيقتنا، وعندئذ يظهر عمق علاقتنا بالرب حقيقة.  لقد نجا يوسف لأنه كان مستعدًا قبل التجربة، وليس لأنه استعد عندما أتت.  قال أحد رجال الله معلقًا على هذه الحادثة: ”لقد ترك يوسف ثوبه في يدها ...ولكن أين كان هو؟ لقد كان «في يده» «جميع قديسيه في يدك» (تث33: 3)“.  ليتنا نوقن أن هذا هو حصن أماننا: أن نسكن في ستر العلي، ونبيت في ظل القدير (مز91: 1).

مخافة الرب
إن طريق النصرة واضح ومضمون ومؤكد لمَنْ اعتاد حياة التقوى ومخافة الرب.  إن اعتبار الله ومهابته، توقيره وإكرامه في حياة يوسف هو ما حفظه طاهرًا رغم وجوده في أشر مكان، وهذا يثبت خطأ إدعاء الكثيرين بأنهم لا يستطيعون الحياة بالتقوى والأمانة للرب لسبب شر الأماكن التي  يسكنون فيها أو يعملون بها.  ففي أقدس الأماكن يمكن للشرير أن يمارس شره (انظر مثلاً أولاد عالي الكاهن في خيمة الاجتماع 1صم2)، وفي أشر الأماكن يمكن للقديس أن يعيش منتصرًا ( مثل يوسف، وصموئيل، ودانيال، والفتية الثلاثة، ..).

لقد جاءت التجربة إلى يوسف ولم يسع هو إليها، جاءته ولا أحد من الناس يرى أو يعرف.  فلا أهل، ولا السيد، ولا أحد من العبيد هناك، فما الذي يمنعك يا يوسف؟  الإجابة الوحيدة: مخافة الرب، إنه يراني!  ليتنا اليوم كله نكون في مخافة الرب (أم23: 17).  كتب أحد خدام الرب تعليقاً على ذلك: ”أن من تعلم أن يقول لنفسه لا أمام رغباته المشروعة لعدم توافرها، سيسهل عليه أن يقول لا أمام رغباته غير المشروعة رغم توافرها“.

جهل المرأة
إن كانت «مخافة الرب هي الحكمة» (أي28: 28)، فإن الشر هو عين الجهل والحماقة.  ومن المؤسف أن نقول إن مَنْ يقعون في مثل هذه الشرور لا يفكرون ولو للحظات في عاقبة ما سيفعلونه!  إنه من الجهل الشديد أن يظن الإنسان أن ما يفعله في السر وفي الظلام لن يُرى أو يُكشف، ليس فقط في الأبدية، بل وحتى هنا على الأرض!!  إنني أؤكد للقارئ العزيز من التاريخ المقدس، ومن عشرات القصص التي شاهدناها في الواقع أنه ما أصدق قول المسيح: «أنه ليس خفي إلا ويُعرَف. وليس مكتوم إلا ويُستعلن» (مت10: 26). 

لقد ظنت المرأة في جهلها أن علاقة كهذه مع يوسف لن يعرفها أحد طالما بقيت في السر بينهما.  في حين أن قليلاً من التفكير البسيط يؤكد أن هذا الأمر من المؤكد أنه كان سيكشف على الأقل من جانب أحد العبيد، أو نتيجة تغيّر أسلوب التعامل والكلام بينهما أمام مَنْ في البيت بعد ذلك، وكان من المحتمل جدًا أن يكتشفه فوطيفار نفسه الذي قد يلاحظ بسهولة التغيير الطارئ على زوجته من نحوه أو أو...الخ.  إن هذا النوع من العلاقات الدنسة دائمًا ما يرتبط بالجهل حتى ولو وقع فيه من يُدعَون "أذكياء!".

إعمال العقل والمنطق
وهذا نراه في حوار يوسف الرصين معها، وعدم تجاوبه مع إلحاحها: «ولم يمسك عني شيئاً غيرك لأنك امرأته» (ع9) ففي حين تميزت هي بالجهل والحماقة، تميز يوسف بالعقل والرزانة.  وما أنجح مَنْ يجعل عقله هو الذي يقود مشاعره.  إنه من المُحزن أن هناك الملايين الذين يلغون عقولهم حتى في أقدس الأمور مثل «عبادهّ الله»، ويسيرون وراء مشاعرهم تمامًا مثلما يندفعون في تهور وحماقة نحو أنجس الأمور.  والواقع يؤكد أن قليلاً من التفكير المنطقي قد يغير من قراراتنا الخاطئة أو يعدل من كلماتنا غير المناسبة.

الأخلاقيات والأدبيات
إن التربية الجيدة والأخلاقيات الرفيعة هامة جدًا في مواجهة مثل هذا النوع من الشرور.  فكثيرًا ما رأينا خطاة بعيدين عن الله يترفعون عن هذا النوع من النجاسة لسبب أخلاقهم العالية وأدبهم الجم.  كما رأينا - بالأسف الشديد - مؤمنين يسقطون في هذه الشرور التي تبدأ بالعلاقات العاطفية وتنتهي ”بالمأساة“، نقول يسقطون لأن هذه نقطة ضعفهم ربما من قبل الإيمان.  قال أحد القديسين: ”إن مَنْ لا يريد أن يشتري من محلات الشيطان عليه أولاً أن لا يسير في شارعه“!  لكل منا ماضي قبل الإيمان، وإن كان هذا الماضي يرتبط بهذا النوع من الخطايا، فعليَّ السهر المضاعف والحرص الشديد، فهذه هي نقطة ضعفي.  وما قد لا يكون هناك غبار عليه من تصرفات أخي نحو الجنس الآخر قد يسبِّب معي أنا مشكلة، لذا فعليَّ الهروب.  كثيرًا ما يسأل البعض: وإن كانت التجربة في داخل مجموعة خدمة أنا مشارك فيها، ماذا أفعل؟ والجواب الأمين: اهرب فورًا ودع الخدمة لربها وسيدها، واطلب منه أن يقودك إلي مجال آخر وهو يقينًا سيفعل.

وبهذه المناسبة ليت كل أب وأم يدرك خطورة دوره في تنشئة الأطفال في أجواء مقدسة وسط عالم ملوث.  «ربِّ الولد في طريقه، فمتى شاخ أيضًا لا يحيد عنه» (أم22: 6).  يقينًا أن أخلاقيات يوسف الراقية قبل هذا المشهد كما رأيناه في بيت أبيه، ساهمت بقدر كبير في نجاته من التجربة.  وإن كانت ليست هي العامل الحاسم أو الوحيد في المسألة، إلا أنه عامل هام ومساعد.

النظرة الصحيحة
والشركة العميقة التي كانت ليوسف مع الرب، أهلَّته لأن يرى الأمور بنظرة صحيحة وواضحة «فكيف أصنع هذا الشر العظيم.  وأخطئ إلى الله؟» (ع9) وفي هذا الرد الرائع نرى على الأقل ثلاثة أمور:


أولاً: «الشر العظيم»: وهذه تسمية للأمور بمسمياتها.  وكم نحن في أشد الاحتياج إلى هذا الأمر في أيامنا الحاضرة حيث التسيب والإنحلال تحت مسميات لطيفة أو مخففة مثل ”صداقات بريئة“، ”علاقات خفيفة“، ”زمالة لطيفة“، ”تجربة للدنيا“، أو ”شقاوة“.  وهذا بالطبع أول الطريق نحو السقوط المريع: أن لا تسمي الشر بمسماه الحقيقي.  «الشر العظيم».  إن مَنْ يزني يخطئ حتى إلى جسده هو كما يعلمنا الكتاب (1كو6: 18). 

ثانياً: خيانة الأمانة: إن تعبير «الشر العظيم» لم يكن فقط مرتبطًا في ذهن يوسف النقي ببشاعة خطية الزنى، لكنه- كما نفهم من كلامه والقرينة- مرتبط بتفكيره في سيده "فوطيفار" الذي دفع إليه كل ما في بيته إلا امرأته طبعًا.  وإن سار وراء هذه المرأة فهذه خيانة للأمانة.

ونستطيع أن نقول إن أي طرفين يدخلان في أي نوع من هذه العلاقات، حتى ولو في أبسط وأخف الدرجات يرتكبون خطية ”الخيانة“ للأمانة.  فلكل رجل امرأته المعينة، ولكل امرأة رجلها المعين لها من قبل الرب.  وتبادل العلاقات الخاصة بعيدًا عن هذا الإطار هو خيانة لطرف غائب في كل الأحوال؛ هو المعين أو المعينة من الرب شريكًا للحياة.  إن هذا الشر – بإختصار- اختلاس لحق طرف آخر غير موجود.  والاختلاس عادة ما يتم بعيدًا عن الأعين، فهذه: سرقة.  وعن هذا الشر بالتحديد كتب الحكيم قائلاً: «المياه المسروقة حلوة.  وخبز الخفية لذيذ» (أم9: 17).
ثالثاً: «وأخطئ إلى الله»: وقد ذكرها يوسف في آخر عبارته؛ ليس لأن الله يأتي في آخر حسبته، بل العكس هو الصحيح كما رأينا، لكنه أدرك أنه أمام امرأة وثنية لا تعرف الله الحي الحقيقي «القدوس»، وترتبط عبادتها بممارسات دنسة كما هو معروف وشائع في مصر الفرعونية في ذلك الوقت.

إننا نعيش زمن الإباحية، والبحث عن حقوق ”الشواذ“ في عالم نضج لدينونة سدوم وعمورة علي نطاق أوسع وأشمل (يه7، 8)، ومن المهم أن نتذكر معًا أن كل خطية هي أولاً، وفي الأساس موجهة ضد الله القدوس.  كتب داود بعد أن سقط مخاطبًا الرب: «إليك وحدك أخطأت.  والشر قدام عينيك صنعت» (مز51: 4).  إنها قمة الحماقة أننا «نُغِيرُ (نغيظ) الرب» (1كو10: 22) الذي لسنا أقوى منه.  وقد أصاب الابن الراجع حينما قال في نفسه: «أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك...» (لو15: 18).  إن إدراكنا العميق لهذا الحق الواضح أننا عندما نخطئ، فإننا نخطئ إلى الله، يجعلنا نفكر قبل أن نتهوَّر بدل المرة ألفًا، وكيف نجرح قلب الآب المحب، والابن الذي صلب من أجل خطايانا، وروح الله القدوس كيف نحزنه وهو مصدر أفراحنا وقوتنا؟  و«نحن الذين متنا عن الخطية، كيف نعيش بعد فيها؟» (رو6: 2).

 (يُتبع)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com