عدد رقم 1 لسنة 2004
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مع أحداث العالم في ضوء الكتاب المقدس-الزلازل   من سلسلة: على المرصد

اجتاحت الكرة الأرضية زلازل كثيرة مدمرة منذ بدء تاريخها، وكانت على فترات متباعدة، لكننا في الوقت الحاضر نلاحظ زيادتها وكثرة حدوثها، الأمر الذي ينبئ بكارثة خطيرة لا محالة، زد على ذلك التغيرات الطبيعية المتزايدة من ارتفاع شديد في درجة حرارة الأرض، وانخفاض شديد في درجة البرودة، واختفاء بعض فصول السنة وأحداث كثيرة تنبئ بقرب النهاية.  ولم تسلم معظم دول العالم من الزلازل مثل الصين والهند واليابان.  والتاريخ لا ينسى زلزال طوكيو الذي راح ضحيته 43 ألف نسمة عدا الجرحى والمفقودين، زلزال أكوادور بأمريكا اللاتينية، وإيران واليونان وقبرص وزلزال أغادير بالمغرب، زلزال مدمر في جمهورية أرمينيا السوفيتية الذي أسفر عن مصرع 100 ألف شخص وتشريد نصف مليون واختفاء مدن بأسرها تحت سطح الأرض خلال ثوان معدودة، وأيضاً الزلزال الأخير الذي حدث في مصر 12 أكتوبر 1992 وبلغت قوته 5.9 بمقياس ريختر وأدى إلى مصرع أكثر من 100 ألف شخص وإصابة 3500 شخص وانهيار مئات المنازل.

أسوا زلزال يضرب شبه القارة الهندية

في 26 يناير 2001 حدث زلزال خطير في الهند وبلغ عدد الضحايا 30 ألف قتيل ويعتبر هذا الزلزال أسوا زلزال يضرب شبه القارة منذ أكثر من 50 عام وبلغت قوته  7.9 درجة بمقياس ريختر مما نتج عنه اختفاء بلدان وقرى بأكملها دُفنت في باطن الأرض وبلغ عدد المصابين 55 ألف مصاب.

أسوا زلزال فى أيران

في 26/12/2003 ضرب زلزال مدمر مدينة بام في جنوب شرق إيران تبلغ قوته 6.3 درجة بمقياس ريختر أدى إلى انهيار نحو 80% من مساكن المدينة والتي يبلغ عدد السكان بها 230 ألف نسمة كما أثر الزلزال على بعض البلدان والقرى المحيطة بالمنطقة والعديد من الهزات الارتدادية وقعت عقب حدوث الزلزال وأن قوة هذه التوابع وصل 5.3 درجة بمقياس ريختر، وأعلنت التقديرات الميدانية لضحايا الزلازل 50 ألف قتيل و50 ألف مصاب وأكثر من 100 ألف مشرد وتدمير 80% من منازل المدينة.

غضب الطبيعة

تقول مجلة تايمز Times الأمريكية في مقال بعنوان "غضب الطبيعة": "حدثت في السنوات الأخيرة تغيرات مناخية على مستوى العالم بصفة عامة وأوربا بصفة خاصة، وقد تزيد حدتها في السنوات القادمة، لوحظ أن الأنهار تثور في إيطاليا ، العواصف تجتاح فرنسا، النيران تشتعل في اليونان، الأنهار غمرت إقليم ويلز البريطاني، أمطار غزيرة في أسبانيا، انهيارات أرضية في بعض الأماكن،خسائر تقدر بـ 2.6 مليار دولار تشمل المنازل والمصانع والمزارع.  المناخ يزداد سوءاً في أوربا والسبب هو تلوث الهواء الجوى وازدياد نسبة الغازات السامة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان مما يؤدى إلى ارتفاع درجة حرارة المناخ في كل أنحاء العالم.  وتقول تقارير وكالات الأنباء أن الكوارث قتلت نحو 40 ألف شخص خلال عام واحد كما عرقلت المسار الطبيعي لـ 170 مليون نسمة وأسفرت عن أضرار لا تقل قيمتها عن 24.4 مليار دولار- إن الكوارث تمثل تهديداً رئيساً للاقتصاد العالمي والمجتمع .

تقرير علماء الزلازل فى مؤتمر كاليفورنيا

عُقد مؤتمر علمي في كاليفورنيا حضره نحو 50 من علماء الزلازل وقالوا بالإجماع أن الأرض فوق بركان وزلزال مدمر وفى تقرير علمي قالوا فيه إن:

  •  15% من مساحة الأرض معرضة للزلازل تقاس قوتها بـ 7 درجات أو أكثر بمقياس ريختر.
  •  40% من مساحة الأرض معرضة للزلازل تقاس قوتها بـأقل من 7 درجات بمقياس ريختر.
  •  45% من مساحة الأرض (أي الباقي) معرضة لهزات أرضية بسيطة.

وفي النهاية ستبلى الكرة الأرضية بكارثة كونية مرعبة.  وهذا يذكرنا بكلمات الرب:

«وتكون زلازل ..» (مت 7:24)

وردت كلمة زلزلة ومشتقاتها في الكتاب المقدس حوالي 33 مرة.  أول زلزلة حدثت في تاريخ العالم عندما نزل الرب على جبل سيناء وكان جبل سيناء كله يُدخن من أجل أن الرب نزل عليه بنار وصعد دخانه كدخان الأتون «ارتجف كل الجبل جداً» (خر18:19)، وآخر زلزلة ستحدث عندما «انفتح هيكل الله في السماء وظهر تابوت عهده في هيكله وحدثت بروق وأصوات ورعود وزلزلة وبَرَدٌ عظيم» (رؤ19:11).  نعم إن صوت الرب يزلزل الجبال (قض5:5) وأيضاً الأرض والسماوات (عب26:12).  قال الرب يسوع: «وتكون زلازل في أماكن ..» (مت7:24).  ويذكر لوقا كاتب الإنجيل «زلازل عظيمة» (لو 11:21).

«ضيق لم يكن مثله منذ ابتدأ الخليقة»

في سياق كلام الرب يسوع عن علامات مجيئه للعالم للقضاء والدينونة أشار أن العالم سيمر بمحنة رهيبة وبتجربة مريرة و« بضيق لم يكن مثله منذ ابتداء الخليقة التي خلقها الله إلى الآن ولن يكون» (مر19:13) وإن كانت مقدمات هذا الضيق قد بدأت فعلاً من الآن، ولكن لابد أن يأتي المسيح لاختطاف قديسيه قبل أن تتفاقم الأحداث وتأتى «ساعة التجربة العتيدة أن تأتى على العالم لتجرب الساكنين على الأرض» (رؤ10:3) .

وفى النهاية نأتي إلى سؤال هام :

ما هي الدروس الروحية المستفادة من الزلازل؟

من خلال الزلازل نتعلم هذه الدروس المباركة :

  1. عظمة الله وقوته، وضعف الإنسان وهشاشتة: فلا تستطيع التكنولوجيا الحديثة أو الاختراعات العلمية المتقدمة أن تحل هذه المشكلة أو تسيطر عليها  قال أيوب قديماً: «من تصلّب عليه فسلم المزحزح  الجبال ولا تعلم.  المزعزع الأرض من مقرها فتتزلزل أعمدتها» ( أى4:9- 6 ).
  2. غضب الله وإنذار للإنسان: حدثت زلزلة قديماً أيام عُزيا الملك (عا11:1) حيث كان الشعب يعيش في انحطاط روحي وأدبي فاتسمت حياتهم بالشر والظلم لذلك يقول عاموس: «هل يزمجر الأسد في الوعر وليس له فريسة؟ .. هل تحدث بلية في مدينة والرب لم يصعنها؟ إن السيد الرب لا يصنع أمراً إلا وهو يعلن سره لعبيده الأنبياء.  الأسد قد زمجر، فمن لا يخاف؟ السيد الرب قد تكلم، فمن لا يتنبأ؟» (عا4:3، 6- 8).
  3. رحمة الله ودعوة للتوبة: ما قَصَدَ الله من خلال الزلازل أن يهز بيوت الناس، بل أن يهز قلوبهم المتحجرة لعلهم يفيقوا ويرجعوا إلى شخصه ليجدوا فيه الحماية والأمن والأمان .
  4. مواعيد الله وتشجيع المؤمن: لقد وعدنا الرب بالحفظ والحماية، ومعيته معنا كل الأيام (مت20:28)، ونتذكر ما قاله بنو قورح قديماً «الله لنا ملجأ وقوة عوناً في الضيقات وجد شديداً لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار تعج وتجيش مياهها تتزعزع الجبال بطموها  .. كفوا واعلموا أني أنا الله أتعالى بين الأمم أتعالى في الأرض.  رب الجنود معنا ملجأنا إله يعقوب» (مز46). إن الرب الذي بدأ الرحلة معنا سيكمل إلى النهاية.

هاري ترومان على شاطئ بحيرة الروح 

في أحد الأيام جاء تقرير علماء الجيولوجيا وخبراء الأرصاد مشيراً أن بركاناً على قمة جبل سانت هيلانة على وشك الانفجار فتعالت أصوات التحذير على موجات الأثير وعلى شاشات التليفزيون تدعو الناس لإجلاء المنطقة فوراً للنجاة من الكارثة الرهيبة، استجاب الناس للنداء لكن كان هناك شخص يدعى "هاري ترومان" يعيش على شاطئ بحيرة الروح على بعد 5 أميال شمال الجبل، بدأ الدخان يتصاعد من قمة الجبل، والبركان يلفظ بين الحين والآخر حمماً ونيراناً كثيفة، كان هاري ترومان يُدير نادياً وله فيلا يعيش فيها وقد قام جيرانه وأصدقاؤه بتحذيره مرات كثيرة، وطلبوا إليه ضرورة إخلاء المكان للنجاة بحياته، ولكنه رفض في عناد شديد وقال أن هذا البركان لا يجرؤ على الانفجار. وعلى شاشة التليفزيون رأى الناس هاري ترومان وهو يرفض النجاة بحياته بعد أن سمع أصوات التحذير المتكررة: «اهرب لحياتك» وجاء اليوم المشئوم 18 مايو 1980 وفى تمام الساعة 8.30 صباحاً انفجر البركان وأحرق بحممه المنطقة المحيطة بقطر 2 ميل وحولها إلى رماد وانصهر ترومان محترقاً مع كل ممتلكاته.  والسؤال الآن:

هل كان هناك وقت أمام هاري ترومان ليندم على عناده وعدم طاعته لصوت النجاة والتحذير عندما احترق في لحظات.  لقد كان البركان في ثورته أكثر تدميراً حوالي 500 مرة من القنبلة الذرية التي دمرت هيروشيما باليابان وقتلت 100 ألف شخص من البشر.

والآن عزيزي القارئ أنا أناشدك أن تهرب لحياتك من الغضب الآتي سلم قلبك للرب يسوع وأقبله مخلصاً وفادياً فتحظى بالنجاة. أن صوت الرب يحاصرك من كل ناحية ويحذرك من خلال الكوارث الطبيعية والزلازل لعلك تستفيق وتأخذ القرار الصحيح بقبولك الرب يسوع أخاف عليك لئلا تنطبق عليك أقوال أليهو القديمة عن الله: «الذي يتكلم مرة وباثنتين لا يلاحظ الإنسان» (أى14:33) وللحديث بقية.

(يتبع).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com