عدد رقم 1 لسنة 2004
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ليلة بلا نهار  

أبحرت سفينة من إحدى الجذر بالفلبين متجهة إلى العاصمة وعليها مئات الأشخاص معظمهم من الشباب، تملأ البهجة قلوبهم.  وكانوا يستعدون للاحتفال بالكريسماس وبداية العام الجديد.

وكان صوت الأغاني والضحكات يرتفع تدريجياً حتى غطى على صوت مياه البحر وضجيج الآلات.  حتى أن الملاحين تركوا قيادة السفينة لشاب صغير غير مدرب، ليشتركوا مع الجميع في الرقص واللهو والشراب.

وفجأة دون توقع اصطدمت بهذه السفينة الغافلة ناقلة بترول كبيرة، وكانت الصدمة عنيفة لدرجة أن السفينة انشطرت إلى نصفين، وما هي إلا دقائق قليلة حتى غاصت لتستقر في أعماق البحر.

وتحولت الضحكات إلى صرخات، والرقص إلى رعب، وذهب تأثير الخمر في لحظات تحت تأثير الفاجعة المخيفة.  ومات الكثيرون غرقاً أو حرقاً نتيجة اشتعال البترول الذي غطى صفحة المياه، ومات البعض مدفونين داخل السفينة الغارقة، والتهمت أسماك القرش المفترسة البقية الباقية من أولئك التعساء.

هل كان واحد من هؤلاء المساكين يعلم أنه لن يصل حياً إلى الشاطئ الآخر؟ هل خطر على بال أحدهم أنها كانت آخر ليلة في حياته وأن الشمس لن تشرق عليه مرة أخرى؟ إن ما حدث لهذه السفينة حدث مع ركاب الطائرة المنكوبة التي تحطمت في البحر أمام سواحل شرم الشيخ في بداية العام الحالي.  هل كان للبعض منهم علاقة حقيقية بالرب يسوع المخلص، وبالتالي كانوا مستعدين للموت؟ أم أنهم هلكوا جميعاً دون رجاء؟ الله وحده يعلم الإجابة.

ويا لها من حقيقة متكررة تتكلم إلى ضمير كل إنسان، أن «الإنسان أيضاً لا يعرف وقته.  كالأسماك التي تؤخذ بشبكة مهلكة، وكالعصافير التي تؤخذ بالشرك، كذلك تقتنص بنو البشر في وقت شر، إذ يقع عليهم بغتة» (جا 12:9).  قد تتحطم سفينة الحياة في أي لحظة دون توقع.  فهل أنت مستعد؟ إن المسيح وحده هو الذي يعطي ضماناً أبدياً لكل مَنْ يؤمن به ويحتمي في دمه.  وهو يعطي رجاء حياً إذ قال: «مَنْ آمن بي ولو مات فسيحيا» (يو 25:11).  فهل تلجأ إليه الآن؟

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com