عدد رقم 1 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إلهي أنت  

«إليك أبكّر»  (مز 1:63)

نطق داود بهذا المزمور الرائع وهو في برية يهوذا.  ومع أن المكان برية، لكنها «برية يهوذا» أي الحمد والتسبيح.  فما أجمل التسبيح وسط وعورة الظروف.  «عابرين في وادي البكاء، يصيرونه ينبوعاً» (مز 6:84).

في برية يهوذا نجده هو وأبطاله ليس يحتمون في ظل جناحي الرب فقط (مز 57)، لكنهم يريدون أن يختبروا مجده في حياتهم (مز 2:63).

«يا الله إلهي أنت».  قديماً هتف موسى: «هذا إلهي فأمجده».  وأجاب دانيال من جب الأسود  «إلهي أرسل ملاكه..».  وسيدنا الكريم قال بعد قيامته «أصعد إلى .. إلهي وإلهكم».  وتوما قال  «ربي وإلهي».  وداود هنا وسط وعورة الظروف يقول «إلهي أنت».

وتعبير «إلهي» هو تعبير فردي شخصي اختباري فموسى قالها بعد موقعة البحر الأحمر، بعد أن شاهد عظمة الرب، ودانيال قالها بعد أن اختبر عناية الرب في جب الأسود، وهنا داود ينطق بها وسط اختبارات البرية.  وما أحلى أن نشعر دائماً بهذا القرب والانتماء معه والعلاقة الشخصية به.

«إليك أبكِّر».  لقد كان، تبارك اسمه، يبكِّر جداً في الصلاة (مر 35:1).  والتبكير إليه ليس لنتمتع نحن به فقط بل ليتمتع هو بنا.  نحن نبكِّر إليه وهذا هو الغرض الأساسي في التبكير.  وكم جميل أن ينام القديس وشغله الشاغل وملء كيانه ذلك الميعاد الذي لديه في الصباح الباكر مع السيد العظيم - إليك أبكِّر.  إذا كنا على سفر في موعد مبكِّر كم نحتاط لئلا يفوتنا الميعاد. 

وهكذا دائماً كان داود على ميعاد في الصباح الباكر مع سيد الأرض كلها.  وهذه مسئولية عظيمة علينا.  فميعادنا مع سيدنا في الصباح الباكر.
ولكن كان داود يبكِّر إلى الرب ليس كالغرض الأساسي، ولا لأنها مسئولية عليه فقط، ولكن لأنه امتياز عظيم، فمن اختبره كإلهه الشخصي لا يمكن أن يحرم نفسه من بركة التمتع به.

أحبائي .. سيدنا منتظرنا في الصباح الباكر فدعونا نبكر إليه، وقلوبنا تسبق عيوننا ونحن نستيقظ لنبكِّر إليه. ولتكن هذه عادتنا كل صباح.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com