عدد رقم 4 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الخدمة الروحية  

إن السر وراء كل خدمة ناجحة هو القوة الروحية.  ليس هو الذكاء الإنساني ولا الطاقة الإنسانية، بل هو ببساطة قوة روح الله.  كان ذلك حقيقياً في أيام موسى (عد 14:11 - 17) كما هو الآن «لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود» (زك 6:4).  وحسن أن يظل كل خادم للمسيح مكتنزاً هذه الحقيقة في عقله.  فمن شأنها أن تحفظه وتنعش خدمته بنهر دائم الجريان.
هذا وإن الخدمة التي تنبع من الاتكال المستمر على الروح القدس لا يمكن أن تكون عقيمة.  إذا أراد إنسان أن يخدم بالاعتماد على مصادره الخاصة، فسرعان ما ستنضب، ولن يشفع له حينئذ سمو قدر قدراته، ولا اتساع معارفه، ولا خزانة معلوماته.  فإذا لم يكن الروح القدس هو نبع وقوة خدمته؛ فآجلاً أم عاجلاً سيفقد قوته تأثيره.  وهكذا نرى كيف أنه من المهم جداً لكل خادم سواء كان كارزاً بالإنجيل أم معلماً في كنيسة الله أن يعتمد كلية على قوة روح الله.  فهو (روح الله) وحده الذي يعرف حاجة النفوس ويعرف كيف يسددها.  ولن يتأتى ذلك إلا إذا وثقنا فيه وخضعنا له بالتمام.  ليس أن نعتمد على الذات وقدراتها إلى جانب روح الله.  جزءاً أتممه بنفسي وجزءاً يقوم به الروح القدس!  إن الله يرفض هذا الاتكال الجزئي.  فلو بقيت ذرة واحدة من الثقة في الذات لأطلّت الذات بوجهها القبيح في الخدمة.  فإذا أردنا أن نكون آنية للروح القدس ينبغي أن نصل إلى نهاية ذواتنا أولاً.

(وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة  الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة)(1كو 4:2)


ليس معنى ذلك إطلاقاً - وأحسب أنني لست بحاجة إلى هذا القول - ليس معنى ذلك أن نتكاسل في دراسة الكلمة، بل ينبغي أن ندرسها باجتهاد وأن نتأمل طرق الرب وامتحاناته لنا .. وأن نتغذى على الصعوبات والصراعات التي قد نجتاز فيها.

نعم إنني مقتنع أنه كلما ازداد اتكالنا على الروح القدس، وكلما فرغنا من ذواتنا، فإن ذلك سيؤول إلى اجتهاد وجدية في دراسة الكلمة.  إنها غلطة قاتلة أن يتخذ المرء الاتكال على الروح القدس ذريعة لإهمال دراسة الكتاب مصلياً ومجتراً.  «اهتم بهذا كن فيه لكي يكون تقمك ظاهراً في كل شيء» (1تي 15:4).

وأخيراً لنتذكر أن الروح القدس هو النبع الدافق دائماً الذي لا يفشل أبداً من وراء كل خدمة.  إنه هو وحده الذي يستطيع أن يستخرج كنوز كلمة الله في ملئها وإنعاشها وأن يطبقها بقوة سماوية على حاجة النفس.  ليست المسألة أن نستخرج حقاً جديداً، بل ببساطة أن ننقب في الكلمة ذاتها وأن نطبقها على الحالة الروحية والأدبية لشعب الله.  هذه هي الخدمة الحقيقية.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com