عدد رقم 4 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الثبات في الرب  

«كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم»
(يو 15)


في هذا الفصل يتكلم السيد عن المسئولية »اثبتوا فيَّ وأنا فيكم«.  وعن معاملات الآب معنا »كل ما يأتي بثمر ينقيه«.  وهذا من شأنه أن ينشئ القلق والخوف في القلب الطبيعي.  إن القلب الطبيعي على استعداد أن يقبل النعمة والمحبة ويفرح بهما.  لكن المسئولية للثبات ومعاملات الآب الكرّام للتنقية كفيلة بأن تربك القلب الطبيعي.  ولكن ماذا يقول الرب هنا؟(كلمتكم بهذا (ليس لكي تقلقوا بل) لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم).

هيرودس القاتل   «الشرير يُطرَد بشره»

كشفت جريمة هيرودس في حادثة قتل يوحنا المعمدان عما في القلب البشري من فساد رهيب.  ففي القصر الملكي لم يمكن الطرب والرقص والخمر والعبث فقط، بل كان هناك أيضاً الدم الزكي الذي أُريق.  فما حدث في هذا الحفل كان يفوق ما استوجب حكم الموت على بيلشاصر ملك بابل قديماً.  ذلك الحكم الذي خطته اليد الكاتبة على مُكلس الحائط إذ نجّس آنية بيت الله وسبّح آلهته الوثنية.  أما في حالة هيرودس فقد أُريق دم البار، وظل صوت هذا الدم متصاعداً من القصر، كما كان حديث الكل في قيصرية فيلبس، وكان شهادة علنية لرفض صوت الحق.

بكل يقين ظلت صورة المعمدان المقتول ماثلة أمام ضمير هيرودس، وكانت كل الأمور ترتبط في تفكيره بفعلته الشنعاء وإذ سمع خبر يسوع قال لغلمانه «هذا هو يوحنا المعمدان قد قام من الأموات ولذلك تُعمل به القوات».

والواقع فإن الضمير الشرير دائماً نشيط ويحرك قلب الإنسان، بينما الضمير الصالح دائماً هادئ وساكن ومستريح.  فالضمير الشرير يرى كل شيء إنذاراً، ويخاف حيث لا يوجد سبب للخوف.  فأعمال الإنسان الشريرة ماثلة دائماً أمام عينيه.  وهذا ما حدث مع إخوة يوسف إذ بسرعة تذكروا جريمتهم وربطوا الأحداث، وظنوا أن الله يعاقبهم في حين لم يكن يوسف يفكر إلا في صالحهم.  وهكذا فالأعمال التي عملها الرب يسوع، أعمال الخير والرحمة، لم توح لهيرودس إلا بأن المعمدان قد قام من الأموات.  ويقيناً فإن مجرد فكر كهذا لا بد أن يحوّل حياة صاحبه جحيماً.  فقيامة شخص مقتول من الأموات يصبح شيئاً يفوق الاحتمال بالنسبة للقاتل.  فهو يدل على أن ذاك الذي يقيم الأموات ويحيي قد أخذ جانباً مع الشخص المقتول.  وهذا ما سيطر على أفكار هيرودس وهو عينه ما سوف يسيطر على تفكير الناس في المستقبل عند استعلان الرب يسوع بالمجد والقوة.  فالعالم يرفض المسيح الآن، ولكن عندما تستعلن قوته سنرى ملوكاً وجبابرة وقادة وعظماء يقولون للجبال اسقطي علينا وللآكام غطينا من وجه الجالس على العرش ومن غضب الخروف (رؤ 36:6).

فتجربة هيرودس وصراخ ضميره هما صوت تحذير في آذان العالم البعيد عن المسيح الآن.  فقيامة الرب يسوع تخبر العالم بحقيقة هامة، هي أن الله بكل عظمته يقف إلى جانب الشخص الذي رفضوه وقتلوه.  فأين أنت؟ هل أنت في المسيح أم أنك ترفض المسيح الذي أقامه الله من الأموات وعينه ديّاناً للأحياء والأموات؟

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com