عدد رقم 4 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لا تضطرب قلوبكم  

غير الرب يسوع يستطيع أن ينطق بمثل كلمات النعمة هذه في هذا الوقت العصيب! لقد قيلت تلك الكلمات في مشهد اضطراب قلوب التلاميذ لرحيل الرب عنهم، ذاك الذي ربح بمحبته قلوبهم وأسر مشاعرهم.  ومع أن الرب لم يكن يتكلم عن متاعب الحياة اليومية إلا أنه كم من المتاعب هانت عند الكثيرين بواسطة تلك الكلمات الرقيقة.  ولكي يزيل الرب عنا الاضطراب فإنه يخبرنا عن ثلاثة أمور:

أولاً: شخصه المبارك في المجد موضوع ثقة قلوبنا وغرض إيماننا:

«أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي».  نحن نؤمن بالله الذي لم نره بعيوننا.  هكذا إذ يغيب المسيح عن أنظارنا الآن ويذهب إلى المجد فإنه يستطيع أن يقول لنا: «فآمنوا بي».  وعلى هذا فإن المسيح كإنسان في المجد يُصبح مصدر ثقة وطمأنينة القلب.  قد تُحيط بنا المُفشِّلات من كل جانب على الأرض وقد يجربنا العالم ويخذلنا الجسد، ولكن المسيح في المجد يبقى كغرض الإيمان الذي لا يمكن أن يتخلى عنا أبداً، وكمصدر راحة وطمأنينة القلب.

ثانياً: لنا بيت في المجد ينتظر قدومنا هو بيت الآب الرحيب والسعيد:

لراحة قلوبنا يكشف الرب لنا عن بيتنا الجديد.  نحن هنا غرباء ونزلاء وليس لنا على الأرض «مدينة باقية».  إن مسكننا الأبدي هو في بيت الآب، وفي بيت الآب منازل كثيرة.  لم يكن للمسيح مكاناً هنا على الأرض، كما أ،ه لا يوجد سوى مكان صغير لأولئك الذين هم له.  ولكن في بيت الآب توجد منازل كثيرة لكل الذين هم للمسيح.  وإلا فإنه كان قد أخبر تلاميذه.

إنه لم يكن ليجمع تلاميذه ويقودهم إلى خارج هذا العالم لو لم يكن ضامناً لوصولهم إلى مكان البركة والسعادة المعروف له جيداً وهو بيت الآب. إلى هذا البيت كان الرب مزمعاً أن يمضي.  وهكذا فإننا نستطيع أن نرتفع فوق كل الضعف والفشل الذي يحيط بنا هنا على الأرض، ونُحمل فوق كل متغيرات الظروف لنحلق بالروح في جو أفضل وأسمى حيث نجد أنه قد أعد لنا هناك منزلاً في بيت الآب.
ثالثاً: لنا إنسان في المجد يشتاق إلينا:

وسوف يأتي كوعده: «آتي أيضاً وآخذكم إليَّ».  نعم إنه يشتاق إلى الكنيسة المحبوبة، عروسه الغالية، وسوف يأتي سريعاً لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب (أف 27:5).

«آمين تعال أيها الرب يسوع».   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com