عدد رقم 2 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
طريق السعادة  
أيها الشاب المؤمن العزيز.  أريدك  أن تمسك قائمة حساب مع الله.  إذا حدث أنك وجدت نفسك عاثراً أو أنك أخطأت في شيء، فلا تستصغر الأمر.  إنه بالنسبة لك أمر له أهميته وله خطره، لأنه يعطل شركتك مع الله، وليس هناك ما يعوض عن هذه الخسارة.  وعليك في الحال أن تأخذ الأمر مأخذ الجد، واعترف بالخطأ لأبيك السماوي.  راجع نفسك وكن ديَّاناً لها مع الاعتراف القلبي لله.  واقبل منه غفراناً أبوياً وتطهيراً من كل إثم (1يو 9:1).  وإن كان الخطأ في حق آخرين فلا تتباطأ عن الاعتراف لهم أيضاً، مهما كان الاعتراف مذلاً ومخجلاً، فإن هذا سيحفظ ضميرك صالحاً وحساساً وتحت التدريب، ويؤول إلى تعمق شركتك وإلى زيادة أفراحك. 
اقرأ كلمة الله.  لأن واحداً من أقوى أسباب الهزيمة في حياة كثيرين من شعب الرب هو إهمال قراءة كلمة الله.  كثيرون منهم يبدو أن شهيتهم للقراءة ضعيفة جداً.  هم يظنون أن قراءة أصحاح في الصباح قراءة عابرة هو كل المطلوب.  ولو أنهم فعلوا ذلك بالنسبة لأجسادهم وتناولوا مثل هذه الوجبات الخفيفة التافهة، لانهارت صحتهم.  فالأمر الهام جداً هو أن ننمي الشهية لقراءة الكتاب.  اقرأ بقدر ما تستطيع.  ومع القراءة صلِّ لأجل الاستنارة ولأجل القوة، واطلب نعمة لكي يظهر في حياتك مفعول هذا الغذاء الروحي.  لا تخجل أن تُرى قارئاً للكتاب أمام الآخرين.  اجعل من هذه الكلمة أهل مشورتك، لأن هناك حكمة بين سطورها وهناك نوراً وهناك ما يسد أعوازك.  هي صوت الله الذي يتكلم به الروح القدس في وسط سكون إنسانك الباطن لإرشادك ونُصحك.  وهي أيضاً طعام الحياة الجديدة.  ولأجل ذلك «كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنموا به» (1بط 2:2).
اقرأ وضع علامات وملاحظات، وافهم وتعلّم واهضم كتابك المقدس، مع الصلاة.  ولا تيأس إذا أنت لم تفهم ولم تستفد في بعض الأحيان.  والأكيد أنك ستأخذ ما يكفي حاجتك.  ودائماً سوف تجد أن عندك الكثير لتقدمه للآخرين لو أنك رغبت في ذلك.  «يوجد مَن يفرّق فيزداد أيضاً».  وهكذا كلما أعطيت، كلما أخذت أيضاً لتعطي وكلما ازداد سرورك بالعطاء.
صلِّ كثيراً.  فكل رجال الله هم رجال صلاة، يعيشون في جو الصلاة وفي روح الصلاة.  ويجدون لذتهم في الانسحاب كلما سنحت الفرصة للاختلاء مع الله.  إن الصلاة هي تعبير المؤمن عن ثقته واتكاله على الله.  هي الضعف البشري متعلقاً بقوة القدير، ومربوطاً إليها بمحبة الله العطوفة.
أيها المؤمن، اتكئ كثيراً على صدره، واتكئ بكل قوتك عليه.  تعامل مع الله كأبيك، وتعوّد على ممارسة ثقة غير محدودة فيه.  ولا تفتكر أن هناك أمراً صغيراً أو تافهاً يمر دون ملاحظته.  «ملقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم» (1بط 7:5).  ويا لها من كلمات ثمينة «كل همكم .. هو يعتني بكم».
ولا تهمل صلاتك الفردية الخاصة.  وإذا شعرت أنك تهاونت في ذلك، فتأكد أن هناك خطأ من نوع ما يزحف على حياتك.  وعليك أن تسحب نفسك في الحال وتفحص قلبك أمام الرب، وإلا فإن السقوط وشيك.  لا تكن حياتك صورة أمام الناس بل عش أمام الله.
ترقب الإجابة وعد بالشكر لله على كل إجابة. لا تنس أن تكون شكوراً دائماً حتى لو طال الانتظار.  ولتكن هذه النصائح هي من سمات حياتك. 
بهذا تضمن سعادة نفسك .. «والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدهور. آمين» (يه 24).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com