عدد رقم 5 لسنة 2006
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مسرة الرب بيده تنجح - 2  

استعرضنا في مرة سابقة تعريف النجاح، مجالات النجاح، ومقومات النجاح وذكرنا من هذه المقومات:

  1. علاقة صحيحة مع الله حيث يكون هو لنا كل شيء.
  2. الثقة والاتكال على الله مهما كانت ضخامة العمل وضعف الإمكانيات.
  3. التمسّك بكلمة الله والشبع بها والعمل بها.

والآن نواصل حديثنا عن مقومات النجاح:

4- السهر ضد محاولات العدو لتفشيلنا ومعرفة طرقه وأساليبه:
 فعلينا أن نتسلح بنية السهر والحذر والصمود وعدم الكلل والخوار مهما اشتدت الحرب، فالله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح.

والعدو قد يستخدم احتياجاتنا ليبعدنا عن خطة الله لحياتنا.  وهذا ما حدث مع أبرام يوم حدث جوع في الأرض، فأغراه العدو بالنزول إلى مصر (تك 12)، وكان هذا فشلاً في حياة أبي المؤمنين.

ومع نحميا استخدم الشيطان أسلوب التهديد والمقاومة المباشرة العنيفة بواسطة الأعداء ليوقف العمل، ثم لجأ إلى أسلوب المكايد والخداع، لكن نحميا ظل مستندًا على إله السماء الذي يعطيه النجاح، والذي يشدد يديه رغم كل المفشلات.

كذلك كان أسلوب العدو مع يوسف عن طريق الإغراء والإلحاح واستخدام ظروفه الصعبة، لكنه ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه، وكان الرب معه فكان رجلاً ناجحًا، ولم ينحنِ أمام الخطية ولم يخر أمام ضغط الظروف.
احذر من أن تنخدع بالمظاهر.  واحذر من أن تدخل في شركة أو صداقة أو ارتباط مع غير المؤمنين مهما حاول العدو أن يبرر لك ذلك.  وقد يكون الطرف الآخر متميزًا من النواحي الإنسانية عن مؤمنين كثيرين.  لا تنخدع بهذا كله وتمسّك بوصية الكتاب فيتحقق لك النجاح.  لا تتعامل مع الأمور برخاوة ولا تكن كالذي لا تفرق معه الأمور ويقبل كل الأفكار لكي لا يخسر أحدًا.

وضمن أساليب العدو التي يجب أن نتحذّر منها أن "الغاية تبرر الوسيلة" وقد تلجأ إلى الكذب أو إلى أساليب غير مشروعة لكي تحقق مكسبًا ماديًا.  وبذلك تخسر شهادتك كمسيحي، وتصبح عثرة للآخرين، ويا له من فشل بدل النجاح الذي يقصده الرب لك.  وتأكد يا عزيزي أنك لن تسعد بالربح المادي، ولن يكون بركة في حياتك، طالما كان الرب غير راضٍ على ما فعلت.  لقد كان الرب مع إبراهيم وإسحاق ويعقوب وباركهم، لكنه لم يبارك لوطًا في سدوم بالرغم من النجاح الظاهري، وأنه كان في باب المدينة يحكم ويدبر أمورها، لكنه خرج منها بدون شيء على الإطلاق واحترقت كل أملاكه.

5- الصلاة:
 كانت الصلاة سلاحًا فعالاً استخدمه نحميا في مواجهة الأعداء وفي مواجهة التحديات والمسؤوليات التي عليه.  لقد صلى قائلاً: «أعط النجاح اليوم لعبدك وامنحه رحمة أمام هذا الرجل» (نح 11:1).  لقد كان يشعر بضعفه واحتياجه إلى رحمة من الله ومعونة وتأييد، وكان يرفع قلبه طالبًا الإرشاد الإلهي.  وظل ينتظر لمدة أربعة أشهر ولم يفشل ولم يكل، والرب استجاب في وقته وأعطاه النجاح وهو بدوره، ومن معه، قاموا ليبنوا الأسوار.  وهذا كان سر نجاح عبد إبراهيم في مهمته ليُحضر عروسًا لإسحاق حيث بدأ بالصلاة.

6- الاجتهاد والمثابرة:
لكي تنجح عليك أن تكون مجتهدًا وتؤدي كل واجباتك الروحية أو الزمنية بمثابرة.  يقول الكتاب: «أرأيت رجلاً مجتهدًا في عمله، أمام الملوك يقف، لا أمام الرعاع» (أم 29:22).  اعلم أن الرب يكره الكسل.  «اذهب إلى النملة أيها الكسلان.  تأمل طرقها وكن حكيمًا ... تُعِدُّ في الصيف طعامها وتجمع في الحصاد أكلها.  إلى متى تنام أيها الكسلان؟ منى تنهض من نومك؟ قليل نومٍ، بعد قليل نعاس، وطي اليدين قليلاً للرقود فيأتي فقرك كساعٍ وعوزك كغاز» (أم 6:6- 11).

  • عليك أن تجتهد في دراسة كلمة الله لكي تنجح في خدمتك.
  • عليك أن تتعلم ضبط النفس وقمع الأهواء والشهوات.
  • عليك أن تعرف قيمة الوقت فتفتدي الوقت القصير، وتنتهز كل فرصة تُعطَى لك.
  • عليك أن تعرف أن الرخاوة لا تمسك صيدًا.

7- تحديد الهدف:
لا يمكن أن تكون ناجحًا إن لم تحدد هدفك في الحياة، وبدون هدف ستكون حياتك بلا قيمة.  وكثيرًا ما نفشل إذا شعرنا بانعدام الهدف.  اعلم أن هناك هدفًا خلقك الله لأجله، وهناك برنامجًا إلهيًا لحياتك عليك أن تنفذه.  كل الذين استخدمهم الله بنجاح عرفوا هذا الهدف وسعوا إلى تحقيقه.  نحميا كان هدفه أن يحقق الانفصال للشعب عن الأمم المحيطين بهم، لهذا سعى لكي يبني السور.  وبولس كان يعرف ماذا يريد الرب منه، فكان يسعى حتى يُتمِّم الخدمة التي أخذها من الرب يسوع.  وأعظم مثال لنا هو شخص الرب يسوع الذي كان طعامه أن يفعل مشيئة الآب الذي أرسله ويتمم عمله.  وفي النهاية استطاع أن يقول: «أنا مجدتك على الأرض.  العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يو 4:17).

إن الهدف الأسمى لنا ليس أن ننجح في الدراسة أو العمل الزمني ونتفوق فيه، لكن من خلال هذا أو ذاك، أن يتعظّم المسيح ويتمجّد فينا.

8- اعرف خدمتك:
عندما تكون قريبًا من الرب باحثًا عن فكره وخطته بإخلاص، حتمًا سيقودك الرب في الطريق الصحيح كما عيّن لك.  سيترك في داخلك انطباعًا بما يريده منك.  سيشغلك بهذا العمل ويشوقك إليه.  ستشعر بغيرة وحماس له.  سيكون هذا متفقًا مع تكوينك الذي صنعك الرب به.  مثلاً أن تكون محبًا للأطفال منجذبًا لهم، تعرف أن تتعامل معهم وتلاطفهم بصبر وطول أناة.  فقد يكون مجال خدمتك هو مدارس الأحد، وخدمة الأطفال الصغار.  وستشعر بالنجاح والتأييد الإلهي والثمار وردود الأفعال الإيجابية، وكل هذا سيعطيك قناعة أن الرب يريدك هناك.  أما لو شعرت بالفشل والإخفاق مرة ومرات، فعليك أن تراجع نفسك وتسأل الرب أين يريدك وما هي خدمتك وهو حتمًا سيقودك ويوجهك في الاتجاه الصحيح ويصحح مسارك.

9- العمل الجماعي:
بالرغم من اختلافنا في التكوين والخلفية والثقافة والوضع الاجتماعي، إلا أننا نعمل معًا، ونشدد أيادينا للخير، لأجل نجاح عمل الرب.  وليعلم كل شخص أنه واحد من كثيرين في فريق واحد.  كلٌّ يؤدي دوره بأمانة لأجل خير الفريق ونجاحه وإحراز النصر.  كل شخص يحتاج إلى بقية الأعضاء ولا يمكن الاستغناء عن أي منهم.  إهمال فرد أو أخطاؤه ستؤثر سلبيًا على الفريق كله.  واجتهاد فرد وتفانيه سيؤثر إيجابيًا على الفريق كله. علينا أن نساعد بعضنا البعض، ونفرح بما يعمله الله بواسطة آخرين، ونتحرَّر من الغيرة الجسدية والمشغولية بذواتنا.  دعونا نتمثّل بنحميا الذي قال: «إن إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني»، وأيضًا: «فبنينا السور واتصل كل السور إلى نصفه، وكان للشعب قلب في العمل».  ليعطنا الرب نعمة ومعونة حتى كل ما نصنعه ينجح.

(تم)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com