عدد رقم 6 لسنة 2002
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
نحميا  

أية شركة للنور مع الظلمة؟ وأي اتفاق للمسيح مع بليعال؟ وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن؟
(2كو 14:6، 15)

خادم غيور:

يتميز سفر نحميا بأنه سفر الإصرار، فلقد بدأ نحميا حسنا إذ بنى السور وأكمل حسنا ما بدأه، إذ استخدمه الله أيضا في بناء الشعب المكسور، ويمكن  تقسيم السفر كالآتي:

أولا: بناء السور   (أصحاح 1-6)

1- خادم غيور  (ص1)  3-بناء السور  (ص 3)
2-إيمان جسور  (ص2) 4- محارب منصور: (ص 4):

  1. السخرية  (1:4-6)       
  2. المؤامرات  (7:4-9) 
  3. التفشيل    (10:4)              
  4. التخويف  (11:4-14)    
  5. الفرقة    (15:4-23)
  6. الذات  (1:5 - 19)
  7. المهادنة  (1:6 - 4)
  8. الوشاية  (5:6 - 9)
  9. التهديد  (10:6 - 16)
  10. المكايد  (17:6 - 19)

ثانيا: بناء الشعب المكسور (أصحاح7-13)

  1. ترتيب الأمور الداخلية  (ص7)
  2.  الرجوع للكلمة الإلهية  (ص8)  
  3. الصلاة والاعتراف بالخطية  (ص9)  
  4. الختم والإقرار والحتمية (ص10)
  5. تكريس النفوس بالكلية (ص 11)
  6. الشكر والأغاني الروحية (ص 12)
  7.  الثبات دون نظرة خلفية (ص 13)

و الآن أدعوك لكي نلقي نظرة علي الرجل الغيور في نحميا الأصحاح الأول:

قال وليم مكدونلد في كتابه "التلمذة الحقيقية":  "يُعذَر المؤمن الذي لا يملك إمكانيات عقلية فذة، و يُعذَر التلميذ الذي لم تتوفر لديه قوة جسمانية فائقة، ولكن لا يُعذَر التلميذ الذي يفتقر إلي الغيرة، أليس المسيحيون أتباع ذاك الذي كتب عنه «غيرة بيتك أكلتني» (يو17:2)؟"  فلقد كان الرب يسوع غيورا جدا؛ فهو الذي قال: «لي صبغة أصطبغها، و كيف أنحصر حتى تكمل؟» (لو50:12) وقال له المجد: «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار.  يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل» (يو4:9).

كان نحميا غيوراً للرب.  والغيرة ترتبط بالمحبة «لأن المحبة قوية كالموت.  الغيرة قاسية كالهاوية.  لهيبها لهيب نار لظى الرب.  مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة، والسيول لا تغمرها.  إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقاراً» (نش 6:8، 7).  كما كان المسيح أعظم مثال للغيرة «فصنع سوطاً من حبال وطرد الجميع من الهيكل، الغنم والبقر، وكب دراهم الصيارف وقلب موائدهم.  وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا! لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة! فتذكر التلاميذ أنه مكتوب: غيرة بيتك أكلتني» (يو15:2-17).  والرسول بولس أيضا كان غيورا للرب «فإني أغار عليكم غيرة الله، لأني خطبتكم لرجلٍ واحد، لأقدم عذراء عفيفة للمسيح» (2كو2:11).  وفينحاس بن ألعازر «فكلم الرب موسى قائلاً: فينحاس بن ألعازار بن هارون الكاهن قد رد سخطي عن بني إسرائيل بكونه غار غيرتي في وسطهم حتى لم أُفن بني إسرائيل بغيرتي.  لذلك قل: هأنذا أعطيه ميثاقي ميثاق السلام، فيكون له ولنسله من بعده ميثاق كهنوت أبدي، لأجل أنه غار لله وكفّر عن بني إسرائيل». (عد 10:25-13) والرب يذكر غيرتنا ويقدرها «اذهب وناد في أذني أورشليم قائلاً: هكذا قال الرب: قد ذكرت لك غيرة صباك، محبة خطبتك، ذهابك ورائي في البرية في أرض غير مزروعة» (إر2:2).

 وكان نحميا:

1-غيوراً  أن  يسأل (نح1:1-3):

لقد كان ساقياً للملك أرتحشستا (464-423 ق.م) ومعني اسمه "الرب يعزي" وكم من التعزية لشعب الرب عندما يوجد فيهم مثل نحميا.  واسم أبيه حكليا ومعناه "ينتظر يهوه" أو "يهوه محتجب" إذاً اسمه يعني أنه عندما يبدو الرب محتجباً وننتظره يرسل لنا التعزيات وحل كل المشكلات.  و سأل نحميا حناني الذي معني اسمه "الرب تحنن"، سأله عن شعب الرب الذين نجوا من السبي وعن أورشليم.  وفي الأيام الصعبة ما أحلي أن نسأل حنان الله عن شعبه.  وكان علي الغيور أن لا ينسى أورشليم «إن نسيتك يا أورشليم، تنسى يميني!» (مز5:137).  وكثيرا ما يكون السبب في عدم سؤالنا عن عمل الرب وعن إخوتنا خوفنا  لئلا يكلفنا هذا لأن نذهب أو نقدم أو نضحي بشيء لأجلهم، مع أنه مكتوب «معرفة اعرف حال غنمك، واجعل قلبك إلى قطعانك» (أم23:27).  لقد كان الرب يسوع هو المثال الكامل في الغيرة والسؤال عنا، كان هو يوسف الحقيقي الذي قال: «أنا طالب إخوتي.  أخبرني أين يرعون؟» (تك16:37).  و كان الرسول بولس مثالا رائعا أيضا في الغيرة و السؤال عن الإخوة، اسمعه يقول: «ولكن لما جئت إلى ترواس، لأجل إنجيل المسيح، وانفتح لي باب في الرب، لم تكن لي راحة في روحي، لأني لم أجد تيطس أخي.  لكن ودعتهم فخرجت إلى مكدونية» (2كورنثوس12:2، 13)، «لذلك إذ لم نحتمل أيضاً استحسنا أن نُترك في أثينا وحدنا.  فأرسلنا تيموثاوس أخانا .. وأما الآن فإذ جاء إلينا تيموثاوس من عندكم، وبشرنا بإيمانكم ومحبتكم، وبأن عندكم ذكراً لنا حسناً كل حين، وأنتم مشتاقون أن ترونا، كما نحن أيضاً أن نراكم، فمن أجل هذا تعزينا أيها الإخوة من جهتكم في ضيقتنا وضرورتنا، بإيمانكم» (1 تسالونيكي1:3-7)، «عدا ما هو دون ذلك: التراكم عليّ كل يوم، الاهتمام بجميع الكنائس. مَنْ يضعف وأنا لا أضعف؟ مَنْ يعثر وأنا لا ألتهب؟» (2كو28:11، 29) فهل أنت غيور أن تسأل؟

2- غيوراً  أن  يبكي(نح4:1):

سأل الجنرال وليم بوث (مؤسس جيش الخلاص): "لا أدري ماذا أفعل لهذا المكان؟ لقد جربت الوعظ والصلاة والترنيم ولا يزال الناس قساة جدا فماذا أفعل؟ فأجابه الشيخ: "جرب الدموع".  وكم من نفوس جاءت للمسيح بالعمل الفردي إذ رأت دموع من يتحدث معها.  «فلما سمعت هذا الكلام جلست و بكيت ونحت أياما، وصمت وصليت أمام إله السماء» (نح 4:1) وذلك عندما أخبره حناني أن الباقين الذين بقوا من السبي هناك في البلاد، هم في شر عظيم وعار.  وسور أورشليم منهدم، و أبوابها محروقة بالنار» (ع 3).  ولقد بكي الرب يسوع علي أورشليم (لو41:19).  وإن كان سفر نحميا يبدأ بالبكاء فأنه ينتهي بالفرح (نح12:8و17).  فإن «الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج.  الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع، مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه» (مز5:126، 6).  لقد كان إرميا من هذه الأمثلة الرائعة؛ حتى سُمي "النبي الباكي".  اسمعه يقول: «مضى الحصاد، انتهى الصيف، ونحن لم نخلص! من أجل سحق بنت شعبي انسحقت.  حزنت.  أخذتني دهشة.  أليس بلسان في جلعاد، أم ليس هناك طبيب؟ فلماذا لم تُعصب بنت شعبي؟ يا ليت رأسي ماء، وعيني ينبوع دموع، فأبكي نهاراً وليلاً قتلى بنت شعبي» (إرميا 20:8 ـ 22، 1:9).  وقال الرسول بولس: «لذلك اسهروا، متذكرين أني ثلاث سنين ليلاً ونهاراً، لم أفتر عن أن أُنذر بدموع كل واحدٍ» (أعمال31:20) «لأني من حزن كثير وكآبة قلب كتبت إليكم بدموع كثيرة، لا لكي تحزنوا، بل لكي تعرفوا المحبة التي عندي ولا سيما من نحوكم» (2كو4:2) فهل أنت غيور أن تبكي؟ «ليبك الكهنة خدام الرب بين الرواق والمذبح، ويقولوا: اشفق يا رب على شعبك، ولا تسلم ميراثك للعار حتى تجعلهم الأمم مثلاً لماذا يقولون بين الشعوب: أين إلههم؟ فيغار الرب لأرضه ويرق لشعبه» (يوئيل17:2، 18).

(وللحديث بقية)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com